
كتب: صلاح هليل
في تقرير وكالة الأونروا “الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين” يعكس الوضع الإنساني الحرج في قطاع غزة نتيجة التصعيد العسكري المستمر من قبل القوات الإسرائيلية.
وذكرت الصفحة الرسمية للأمم المتحدة أن القصف المكثف من الجو والبر والبحر أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية المدنية.
علاوة على تشريد أعداد كبيرة من السكان، مما جعل الظروف غير إنسانية بالنسبة للمتضررين.
تقرير الأونروا
وفقًا لتحديثات الأونروا، فإن السكان يبحثون عن مأوى في أي مكان يمكنهم الوصول إليه، بما في ذلك المباني المتضررة أو المدمرة ومواقع الإيواء المكتظة وحتى المناطق المفتوحة.
ومع ذلك، لا تزال الغارات تستهدف الأشخاص الذين يحتمون في المدارس والخيام، وأولئك الذين يحاولون الوصول إلى الغذاء أو المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى إصابات جماعية، بما في ذلك بين الأطفال.
الأرقام التي أوردها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تشير إلى حجم الكارثة.
حيث بلغ عدد القتلى بغزة منذ بداية الحرب حتى تاريخ 6 آب/أغسطس 61,158 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة 151,442 آخرين بجروح.
كما أشار تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى مقتل حوالي 1,400 شخص أثناء بحثهم عن الطعام.
علاوة على مقتل 859 شخصًا حول مواقع مؤسسة غزة الإنسانية منذ بدء عملياتها في مايو 2025.
الأونروا أكدت فقدانها ما يقرب من 350 موظفًا منذ بداية الحرب، مما يعكس حجم الخسائر البشرية بين العاملين بالمجال الإنساني.
الوضع في غزة يمثل مأساة إنسانية تتطلب تدخلًا عاجلًا لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للمتضررين.
أزمة إنسانية
تواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار الصراع وقيود الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
يعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، مما أدى إلى تدهور الوضع الصحي والغذائي بشكل كبير.
وفقًا لتقارير وكالة الأونروا، هناك آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية عالقة خارج القطاع بسبب القيود المفروضة على دخول الإمدادات عبر المعابر البرية.
هذا الوضع يعيق جهود تقديم المساعدات للسكان الذين يعيشون في ظروف صعبة.
عمليات الإنزال الجوي التي تم اللجوء إليها لتقديم المساعدات تعتبر مكلفة للغاية وغير فعالة مقارنة بالشاحنات، حيث تقدر تكلفتها بمئة ضعف تكلفة النقل البري.
خلال فترات وقف إطلاق النار، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من إدخال ما بين 500 إلى 600 شاحنة يوميًا.
مما ساهم في تخفيف المعاناة بشكل كبير. ومع ذلك، فإن القيود الحالية تجعل هذا الحل غير ممكن حاليًا.
أزمة سوء التغذية في غزة تزداد حدة، حيث تم تسجيل 193 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، نصفها تقريبًا من الأطفال.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 11,877 طفلًا يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أعلى رقم شهري مسجل حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الخدمات الصحية تحديات كبيرة بسبب الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية والقيود المفروضة على دخول الإمدادات الطبية والوقود، مما أجبر المستشفيات على تقليص خدماتها أو تعليقها بالكامل.
الضفة الغربية
الوضع الإنساني في الضفة الغربية أيضًا يواجه تحديات كبيرة، عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين لا يزالون نازحين.
وذلك بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ بداية عام 2025، مثل عملية “الجدار الحديدي”.
سكان مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين للاجئين غير قادرين على العودة إلى منازلهم، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
كما يواجه مجتمع اللاجئين البدو في أم الخير قيودًا مشددة على الحركة بعد مقتل أحد الأفراد على يد مستوطن إسرائيلي.
الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية تتطلب استجابة دولية عاجلة ومنسقة لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بأسرع وقت ممكن وبطريقة فعالة ومستدامة.
تعزيز التعاون بين الهيئات الإنسانية والدول الأعضاء أمر ضروري لتخفيف المعاناة وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان الذين يعيشون في ظل هذه الظروف القاسية.
Share this content:
إرسال التعليق