رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

الشيخ محمد نبيل” أبو عبد الرحمن” يكتب: الرُقية الشرعية .. علاج مهجور وشفاء موعود

21 ديسمبر 2025 5:13 م 0 تعليق
الشيخ محمد نبيل
الشيخ محمد نبيل

الرقية الشرعية أمر منسي عند الكثيرين، في وقت كثرت فيه الأمراض والأوبئة، حتى أصبحت كثيرٌ من بيوت المسلمين مليئة بالأمراض بشتى أنواعها وأصنافها.

فكثير من المرضى يبحثون عن أدوية ليتداووا بها، واختلفت توجهاتهم باختلاف أمراضهم، فمنهم من يذهب إلى طبيب ماهر، ومنهم من يذهب إلى كاهن أو ساحر أو مشعوذ، ومنهم من يدعو ويستغيث بأهل المقابر.

لقد تنوعت توجهات الناس وأسبابهم باختلاف عقولهم وعقائدهم فمنها المباحة ومنها المحرمة.

ونتحدث هنا عن سبب عظيم جليل من اسباب الشفاء وهو (الاستشفاء بالقرآن)، حيث جهله كثير من المسلمين إلا من رحم ربي .

أنزله الله وجعل فيه الشفاء والرحمة والبركة والعافية، شفاء لكل الأمراض الحسية والمعنوية كما قال بذلك أهل العلم.

كما أن فيه شفاء للأمراض المزمنة والمستعصية شفاء للأمراض التي عجز الأطباء عن تطبيبها شفاء للعلل التي عجز الطب عن مداواتها وسماها بالأدواء التي ليس لها دواء.

وكذلك الهم والقلق والحزن والضيق والاكتئاب وما شابه ذلك .. يقول الله تعالى : ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

إنه القرآن الذي به حياتنا وسعادتنا وشفاؤنا إنه القرآن الذي يفعل ما لا يفعله طب أطباء الدنيا ولو اجتمعوا له إنها الرقية الشرعية التي أمرنا وحثنا عليها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

إنها الرقية الشرعية التي جهلها كثير من الناس وأصبحوا يلجؤون ويطرقون كل الأسباب ونسوا كلام رب الأسباب ومسبب الأسباب جل وعلا.

الرقية الشرعية التي هي الدواء الشافي والعلاج المعافي والتي كان معلم البشرية عليه الصلاة والسلام يحث أصحابه عليها.

إذا جاؤوا يومًا يشكون إليه أمراضهم فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال .. شكوت إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وجعا أجده في جسدي منذ أسلمت .

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظروا كيف كان يربي أصحابه على الاعتماد على الله .. قال: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل:(بسم الله، بسم الله، بسم الله .. ثم قل سبعا: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأُحاذر).

إنها التربية الإيمانية، ما أعظم اليقين برب البرية سبحانه وتعالى ما أعظم أن يعلق الإنسان قلبه بالله الذي بيده الضر والنفع، والذي بيده الشفاء والعافية .

فمن منا من الرجال أو النساء إذا أصيب بأي مرض من الأمراض قبل أن يفكر بطبيب متخصص قبل أن يفكر بمستشفى ما قبل أن يتصل بمخلوق ضعيف يتصل بالله ويعظم رجاؤه بالله ويملأ قلبه ثقة بالله.

ويستشعر قوله سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾  .

ثم يفعل ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص .. لماذا أيها الناس لماذا قلّ الاعتماد على الله؟! لماذا ضعفت الصلة بالله؟! .

ولماذا ضعف اليقين على رب العالمين لماذا أصبحنا لا نلجأ إلى ربنا إلا بعد أن ييأس منا الأطباء؟

لماذا أصبحت الرقية الشرعية لا يُلتفت إليها إلا بعد أن ييأس المريض من حياته وشفائه أين الثقة بالله؟ أين تعظيم الله؟ أين اليقين بموعود الله؟!

 يقول تعالى : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾.

ويقول: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .. إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾.

والله لقد أصبح كثير من المرضى يأتون إلى الأطباء ويتذللون بين أيديهم ويحفظون أوامرهم وتوجيهاتهم وترى المريض يمتنع عن كل شيء يحبه لا لشيء.

لأن الطبيب أمر ونهى ومنع من هذه الأكلة ومن هذه الشربة وقال اشرب كذا ولا تشرب كذا وكل من هذا كذا واحذر من كذا .

ورب الطب والأطباء يعرض عن أوامره، ها هو النبي صلى الله عليه وسلم بعث مجموعة من الصحابة الى حي من أحياء العرب .. فطلبوا منهم أن يضيفوهم فمنعوهم ثم لُدغ سيدُ القوم فجاء واحد منهم إلى الصحابة .. وقال: إن سيد القوم لدغ فهل عندكم راق؟! – أي: هل عندكم من يعالج بالرقية الشرعية .. فقال أبو سعيد: أنا راق لكن لا أرقيه إلا بقطيع من الغنم!

فوافقوا على ذلك ثم أقبل وقرأ عليه الفاتحة، فبراء المريض أو سيد القوم، كأنما نشط من عقال.

انظروا يا عباد الله وانظر أيها المريض إلى يقين هذا الصحابي الجليل بكلام الله العلي العظيم واعتقاده بأنه شفاء محقق لا للتجربة ولا للحظوظ ولا للظنون وإنما لأنه كلام الله المحفوظ.

وقال ابن القيم رحمه الله أيضًا «وهو يتحدث عن الفاتحة: ومكثت بمكة تعتريني أدواء لا أجد لها دواء .. فكنت أعالج نفسي بالفاتحة .. وأرى لها تأثيرا عجيبا فكان بعضهم يشكون إليَّ أمراضهم، فأصفها لهم .. أي: الفاتحة  فيبرأ كثير منهم سريعًا بإذن الله سبحانه وتعالى »

 هذه هي الفاتحة التي نحفظها كلنا ونرددها كل يوم في صلاتنا هذه هي الفاتحة ولكن على قدر يقين المريض يأتي الشفاء بإذن الرحيم الكريم.

 فانظر الى إلى بركة القرآن وإلى شفاء القرآن وإلى تأثير القرآن!

سبحان الله القائل: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ .. وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ .

وسبحان الله! كما أن الجبال تتأثر بالقرآن فإن الماء كذلك يتأثر ويتغير بالقرآن .. فذرات الماء قبل القراءة تختلف عن ذرات الماء بعد القراءة .

والغريب في الأمر أن الذي اكتشف هذا ليس رجلٌ مسلما بل الذي اكتشفه عالم ياباني .. وهو الذي ألف كتابا وسماه “رسالة من الماء” .

وذكر أنه فتح شريط قرآن بجانب ماء، فلما انتهى من فحص ذرات الماء وجدها متغيرة في أشكالها وكان قد جرب ذلك بأناشيد وأغان ولكن لم يحصل من التغير ما حصل للقرآن.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري