
كتب: عثمان عبد المجيد
يعتبر الدكتور يحيى المشد أحد أبرز العلماء المصريين في مجال الطاقة النووية، حيث ترك بصمة لا تنسى في تاريخ العلم المصري والعربي.
ولد في عام 1932 بمدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية، وقد تميز بمسيرة علمية حافلة بالإنجازات والتحديات.
وفي هذا الموضوع، نستعرض حياة الدكتور المشد، إنجازاته، وأثره العميق على العلم والمجتمع.
نشأ الدكتور يحيى المشد في بيئة علمية، حيث كان شغفه بالعلم واضحًا منذ صغره.
فبعد إتمام دراسته الثانوية، التحق بكلية الهندسة في جامعة الإسكندرية، حيث تخرج عام 1952.
كان له طموح كبير في متابعة الدراسات العليا، مما قاده إلى الاتحاد السوفيتي، حيث حصل على درجته العلمية في مجال الطاقة النووية.
يحيى المشد والعودة إلى الوطن
بينما بعد عودته لمصر، انضم الدكتور المشد إلى هيئة الطاقة الذرية المصرية، التي كانت تعمل على تطوير برنامج نووي متكامل.
بتلك الفترة، كانت مصر تحت قيادة جمال عبد الناصر، الذي كان لديه رؤية طموحة لتطوير البلاد من خلال العلم والتكنولوجيا.
اختار عبد الناصر الدكتور المشد ليكون جزءًا من هذه الرؤية، مما جعله واحدًا من أبرز العلماء في تلك الحقبة.
التحديات والإنجازات
على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهها البرنامج النووي المصري، استمر الدكتور المشد في العمل بجد.
بينما كان لدى العالم رؤية واضحة حول أهمية الطاقة النووية في تحقيق التنمية المستدامة.
وعلى الرغم من توقف المشروع النووي المصري، لم يتوقف الدكتور المشد عن التدريس والبحث العلمي، حيث ساهم في تشكيل أجيال جديدة من العلماء.
الانتقال إلى العراق
في السبعينيات، تلقى الدكتور المشد دعوة من العراق لقيادة مشروع نووي كبير، فلبت القيادة السياسية الدعوة.
كانت هذه الفرصة بمثابة تحدٍ جديد له، برزت كفاءته ونزاهته خلال هذه الفترة، حيث رفض شحنات غير مطابقة للمواصفات، مما أثار استياء بعض الأطراف الدولية.
كانت هذه الخطوة تعكس التزامه بالمبادئ العلمية والأخلاقية، وهو ما جعله نموذجًا يحتذى به في المجتمع العلمي.
الظروف الغامضة لوفاة يحيى المشد
في يونيو 1980، عثر على الدكتور يحيى المشد ميتًا في غرفته بأحد فنادق باريس، وكانت وفاته غامضة، وقد أثارت العديد من التساؤلات حول الظروف التي أدت إلى ذلك.
بعد وفاته بوقت قصير، تم تدمير المشروع الذي كان يعمل عليه، مما زاد من الغموض حول وفاته وأثرها على مستقبل الطاقة النووية في المنطقة.
الدلائل كلها تشير إلى الموساد الإسرائيلي، الذي كان يعمل دائمًا على وأد أي فكرة لأي برنامج نووي عربي واستهداف علماؤه.
ورغم مرور السنوات، لا يزال اسم الدكتور يحيى المشد رمزًا للعلم النزيه والشرف الوطني، وقصته تظل مصدر إلهام لكل من يعمل على خدمة وطنه بشرف وإخلاص.
لقد أثبت أن العلم النزيه أقوى من أي سلاح، وأن العظمة تأتي من الضمير الحي والعمل المخلص.
بينما تظل حياة الدكتور يحيى المشد مثالاً يحتذى به في عالم العلوم، فالتزامه بالمبادئ العلمية والأخلاقية.
بالإضافة إلى شجاعته في مواجهة التحديات، تجعله شخصية بارزة في تاريخ العلم المصري.
رحم الله الدكتور يحيى المشد، الذي يعتبر رمزًا للعلماء الذين يسعون لخدمة الإنسانية بكل إخلاص.
Share this content:















إرسال التعليق