
وكالات الأنباء
وسط مخاوف من عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي، قد تعيد الحكومة العراقية النظر في قرارها بطلب سحب قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وكشف مصدر لـ«العين الإخبارية» أن حكومة محمد شياع السوداني، بحثت مع قوى الإطار التنسيقي، خلال اجتماع سري، ضرورة التأني بطلب سحب القوات الأجنبية والأمريكية من العراق.
خطر داعش لم ينته بعد في المنطقة، وأن أي اتجاه للبقاء على قوات التحالف سيكون إيجابيا، لتقديم دعماً استخباراتياً وأمنياً.
وذلك في ملاحقة فلول التنظيم في الجبال والصحاري، ولهذا ستكون القوات العراقية بحاجة إلى مثل هذا الدعم في المستقبل.
يأتي ذلك بعد الهجوم الذي وقع في وقت سابق من هذا الأسبوع، في مدينة الطارمية شمال بغداد، وأوقع 10 قتلى من الجيش بينهم ضباط بارزون.
ويتواجد بالعراق نحو 2500 جندي أمريكي، ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ويتواجد في سوريا حاليا 900 جندي أمريكي إضافي.
مراحل الاتفاق بين العراق وأمريكا
وتوصل العراق مع حكومة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، إلى اتفاق على مرحلتين.
في المرحلة الأولى، ستبدأ القوات الأمريكية وأعضاء التحالف الآخرين، بالانسحاب من قواعدها في بغداد، وأماكن أخرى بحلول نهاية سبتمبر 2025.
أما في المرحلة الثانية، تتضمن أيضاً إخلاء قوات التحالف لقواعدها في إقليم كردستان العراق، بحلول سبتمبر عام 2026.
ويخشى العراق من تكرار سيناريو عام 2014، حيث استولى آنذاك تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء من العراق وسوريا.
لكنه انسحب من العراق بعد ثلاث سنوات، عقب تدخل التحالف الدولي، وضغوط عسكرية داخلية.
وفي أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عززت القوات العراقية وجودها على الحدود المشتركة مع سوريا.
وبحسب قادة أمنيين عراقيين، فإن الحدود آمنة تماما، وتم نشر قوات مختلفة على نطاق واسع في هذه المناطق.
كما قام عدد من المسؤولين الأمنيين، بزيارة الحدود العراقية مع سوريا، للاطلاع على عملية نشر القوات، وحماية الحدود من أي تسلل محتمل.
السوداني يعيد النظر
وكشف مصدر مقرب من قوى الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم، أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، بحث مع قوى الإطار خلال اجتماع سري، ضرورة التأني بطلب سحب القوات الأجنبية والأمريكية من العراق.
وأضاف المصدر، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن السوداني عرض على قادة الإطار الشيعي الأوضاع الأمنية والعسكرية في العراق.
بالإضافة إلى حاجة البلاد إلى الجهد الاستخباراتي والأمني، الذي يقدمه التحالف الدولي لملاحقة تنظيم داعش.
السوداني أكد لقادة الإطار الشيعي، أن العراق مقبل على إجراء الانتخابات البرلمانية أواخر أكتوبر 2025 .
وربما تكون البلاد عرضة لمشاكل سياسية وأمنية بعد الانتخابات، التي من المتوقع أن يشارك فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ما يدفع تنظيم داعش إلى استغلال الوضع في العراق وسوريا، لزيادة هجماته، وفق المصدر ذاته.
ونقل عن السوداني، أن الحكومة العراقية تسعى إلى إصلاح الهيكل الأمني في البلاد، وتحسين التنسيق بين المؤسسات الأمنية.
في ظل تصاعد التهديدات الأمنية، واستمرار المخاوف من إمكانية استغلال داعش الأوضاع في سوريا، وتصعيد هجماته في العراق في المستقبل.
وسط مخاوف كردستان .. هل تريد بقاء الأمريكان؟
وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ،من خطورة توسع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وحصول التنظيم على أسلحة جديدة، وإمكانية انضمام عناصر جدد إليه، بعد سقوط حكومة بشار الأسد.
وقال حسين على هامش القمة الاقتصادية في دافوس السويسرية، إن المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا تتوسع.
مبيناً: أصبح لدى إرهابيي داعش والمجموعات الأخرىن القدرة على الحصول على المزيد من الأسلحة، بسبب انهيار الجيش السوري.
وتابع: حسب معلوماتنا فإن داعش جمع المزيد من الأسلحة، وانضمت عناصر جديدة للتنظيم.
منوهاً أن إرهابيي داعش متواجدون على حدود العراق والأردن، وموضحاً هذه القضية أثارت قلقنا، وأعتقد أن أصدقاءنا في سوريا قلقون أيضاً بشأن هذه القضية.
وفي سياق متصل، قال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس الوزراء الأسبق في الإقليم، مسعود بارزاني، إن كردستان لا تؤيد الانسحاب الأمريكي من المنطقة والعراق تحديداً.
وأضاف بارزاني في تصريحات صحفية، الجمعة، أن الاستهداف على العراق سيكون من أمريكا وحليفتها.
هذا إذا لم توقف الفصائل هجماتها، ويجب على الفصائل أن تخضع، ويجب عدم تدخلها بالسياسة وإلا سيواجه العراق الخطر.
وسط مخاوف التصعيد
ويرى خبراء في الشأن السياسي والأمني العراقي، ضرورة بقاء القوات الأمريكية في البلاد تحسباً لهجمات لتنظيمات إرهابية من بينها داعش.
الخبير الأمني حسنين صلاح العبيدي قال لـالعين الإخبارية إن خطر داعش لم ينته بعد في المنطقة.
ولهذا أي قرار من الحكومة العراقية، بالتأني في الإصرار على سحب القوات الأمريكية والأجنبية، خطوة صحيحة ومدروسة.
وأضاف: الجميع يدرك، حتى من الفصائل الشيعية المسلحة المناهضة للوجود الأمريكي، أن التحالف الدولي يقدم دعماً استخباراتياً وأمنياً، في ملاحقة فلول داعش في الجبال والصحاري.
ولهذا ستكون القوات العراقية، بحاجة إلى مثل هذا الدعم في المستقبل، وبدونه ستكون المشكلة الامنية كبيرة.
من جانبه، يعتقد إحسان علاء الموسوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفراهيدي ببغداد أهمية الوجود الأمريكي، لدعم الأمن بالعراق.
لكنه يبدي تخوفاً من أن الفصائل الشيعية المتحالفة مع إيران، والتي تدير العراق الآن لن تسمح ببساطة للقوات الأمريكية بالبقاء بعد عام 2026.
ويقول الموسوي إن الخطر الحقيقي، هو أن تصبح القوات الأمريكية أهدافا في دورة انتقام تصعيدية من قبل الفصائل المسلحة، وبالتالي تدخل البلاد في دوامة صراع سياسي وأمني.
ويضيف، إذا لم تتوصل واشنطن وطهران إلى اتفاق شامل من بينها الملف النووي، فإن هناك احتمالات للتصعيد بالمنطقة.
ووفق الموسوي، فإن ترامب هذه المرة يبدو لن يتسامح مع المليشيات المسلحة، التي كانت في عهد بايدن تواصل قصف المصالح الأمريكية وقواتها في سوريا والعراق.
وبالتالي نرى في هذه المرحلة الراهنة، صمتا من الجماعات وعدم قيامها بأي خطوة تذكر.
ويعتقد الموسوي أن حل المليشيات المسلحة من قبل الحكومة العراقية، ربما تقنع الولايات المتحدة بأن الحكومة ببغداد جادة في مسك الملف الأمني.
خلافات الفصائل المسلحة
وفي تصريح مثير يكشف عن وجود خلافات بين المليشيات الشيعية في العراق وإيران التي أسستها ودعمتها بالمال والسلاح.
اتهم قائد قوات أبو الفضل العباس، أوس الخفاجي، إيران، بـالسماح باستهداف زعيم حزب الله حسن نصر الله، والتضحية به.
مشيراً إلى أن الفصائل العراقية المسلّحة قابلة للتفاوض وأنصحها بتسليم سلاحها.
الخفاجي قال، في مقابلة تلفزيونية، إن ملف حلّ الحشد الشعبي أو الفصائل العراقية، ليس بجديد، ولن يحلّ الحشد الشعبي.
وواصل: أما الفصائل العسكرية خاضعة للتفاوض، خاصة أن بعضها دخل السلك السياسي.
مبيناً أن بعض الفصائل العراقية، تتسلّم رواتب من هيئة الحشد الشعبي، علماً بأن هناك 22 فصيلاً عسكرياً في العراق.
وأشار إلى أنه لو وضعت الفصائل أمام خيارين، أولهما المواجهة، والآخر تسليم السلاح مقابل رفاهية الشعب، فأنا أنصح الفصائل باتباع الخيار الثاني وهو تسليم السلاح.
أخيرًا: رأى الخفاجي، أن إيران سمحت باستهداف حسن نصر الله وضحّت به، لأجل بقاء القلب، وكذلك سمحت بسقوط سوريا.
نقلًا عن العين الإخبارية
Share this content:
إرسال التعليق