
بقلم الأستاذ الدكتور هشام رشيد
تعد السمنة من أبرز المشكلات الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة، حيث تؤثر بشكل مباشر على صحة القلب وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر السمنة عامل خطر رئيسي، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لها.
وتشير الدراسات إلى أن السمنة لا تقتصر على زيادة الوزن فحسب، بل تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، منها:
زيادة ضغط الدم، حيث تؤدي السمنة إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد العبء على عضلة القلب ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كذلك، تراكم الدهون في الشرايين حيث تسهم الدهون الزائدة في تصلب الشرايين، مما يؤثر سلبًا على تدفق الدم إلى القلب.
ويمكن أن يؤدي زيادة الوزن إلى عدم انتظام النبضات، مما يزيد من خطر حدوث حالات خطيرة مثل الرجفان الأذيني.
بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول، حيث تؤدي السمنة إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
كذلك، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري، حيث يرتبط السكري الناتج عن السمنة بزيادة خطر القصور في الشرايين.
السمنة المركزية: الخطر الأكبر
تعتبر السمنة المركزية، التي تتمثل في تراكم الدهون حول منطقة البطن، الأكثر خطورة مقارنة بالدهون الموزعة على أجزاء الجسم الأخرى.
حيث ترتبط هذه الحالة بشكل أكبر بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتتعدد أسباب المرض، ومن أبرزها:
العوامل الهرمونية: مثل كسل الغدة الدرقية الذي يقلل من معدل الحرق في الجسم.
وأيضًا، العوامل السلوكية: العادات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني والرياضي.
علاوة على العوامل البيئية: قد يجد بعض الأشخاص صعوبة في فقدان الوزن رغم اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
الحلول الممكنة
لمواجهة مشكلة السمنة، من الضروري اتخاذ خطوات فعالة تشمل:
اتباع نظام غذائي متوازن: يعتمد على تناول الفواكه، الخضروات، البروتينات الصحية، وتجنب الأطعمة المعالجة.
علاوة على ممارسة النشاط البدني بانتظام: مثل المشي، الركض، أو ممارسة الرياضات المختلفة، وكذلك، معالجة الأسباب الطبية الكامنة: مثل مشكلات الغدد أو الهرمونات التي قد تؤثر على الوزن.
الخاتمة
تعتبر السمنة تحديًا صحيًا خطيرًا يتطلب وعيًا مجتمعيًا وتعاونًا بين الأفراد والمؤسسات الصحية.
من خلال تبني أسلوب حياة صحي، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالمرض وتحسين صحة القلب بشكل عام.
أخيرًا: إن الاستثمار في الصحة هو استثمار في المستقبل، ويجب أن يكون هدف كل فرد ومجتمع على حد سواء.
* كاتب المقال: أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكليه طب جامعة بنها .. ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث.
Share this content:
إرسال التعليق