
كتب: صلاح هليل
وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، الأوضاع الإنسانية في غزة تشهد تدهوراً كبيراً، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والخدمات الأساسية.
وذلك نتيجة القيود المفروضة من قبل السلطات الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية.
تقرير الأمم المتحدة
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على الصفحة الرسمية للأمم المتحدة أن هذه السياسات أدت إلى انتشار خطر الجوع الشديد بشكل واسع، ما يشكل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
أشار المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، إلى أن السلطات الإسرائيلية تسمح بدخول كميات محدودة من المساعدات، لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
كما وثقت المفوضية مقتل ما يقرب من 1857 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، بينهم 1021 قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية و836 على طرق شاحنات الإمدادات، مما يثير قلقاً بشأن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، صعّد الجيش الإسرائيلي هجماته في شمال القطاع، وأصدر أوامر نزوح جماعية لسكان مدينة غزة نحو منطقة المواصي.
تلك المنطقة التي تعاني بدورها من غارات مستمرة ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
وقد سجلت المفوضية خمس هجمات على خيام النازحين داخلياً في المواصي خلال يومي 16 و17 أغسطس، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
من جانبه، أشار يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى أن الوضع في غزة يتفاقم بشكل مستمر.
حيث نزح أكثر من 700 ألف شخص خلال الأشهر الخمسة الماضية بسبب القيود المفروضة على دخول مواد الإيواء.
وأوضح أن العائلات النازحة تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على خيام أو الاحتفاظ بها وسط عمليات النزوح المتكررة.
الأمم المتحدة وشركاؤها يواجهون تحديات كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الأساسية للإيواء والغذاء، بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة.
وعلى الرغم من الإعلان عن رفع الحظر عن دخول مواد الإيواء مؤخراً، إلا أن هناك معوقات لوجستية وإدارية لا تزال تحول دون إيصال هذه المواد إلى المحتاجين.
الوضع الإنساني في غزة يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي للضغط من أجل رفع القيود وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق.
مروان البرغوثي
أكد المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، أن مقطع الفيديو الذي يظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وهو يوبخ القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي داخل سجن إسرائيلي يُعد انتهاكًا واضحًا لكرامة البرغوثي.
وأشار إلى أن مثل هذا السلوك غير مقبول ويخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تُلزم بمعاملة جميع المحتجزين معاملة إنسانية تحفظ كرامتهم وحقوقهم.
وأضاف الخيطان أن نشر هذا المقطع قد يؤدي إلى تعزيز العنف ضد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
مما يفتح الباب أمام المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان داخل هذه المراكز.
ودعا إلى ضرورة احترام حقوق جميع المحتجزين دون تمييز، والعمل على ضمان معاملتهم وفقًا للمعايير الدولية التي تحمي كرامتهم الإنسانية.
وفي ظل تصاعد التوترات، شدد الخيطان على أهمية أن تتحمل السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها في ضمان التزام مسؤوليها بالقوانين الدولية.
علاوة على تجنب أي تصرفات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع أو انتهاك حقوق المحتجزين.
ماذا يقول النازحون في غزة؟
في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان مدينة غزة، يواجه الكثيرون تحديات كبيرة تعيق قدرتهم على النزوح من مناطقهم .. رغم المخاطر المتزايدة بسبب التصعيد العسكري.
تعكس شهادات السكان المحليين حجم المعاناة التي يمرون بها، حيث يعبرون عن عدم قدرتهم على ترك منازلهم لأسباب صحية ومادية.
عماد عمر، أحد سكان غزة، أشار إلى أن وضعه الصحي والمادي يمنعه من النزوح، قائلاً: “مسألة النزوح ستكون صعبة للغاية.
أنا لا أستطيع النزوح سواء بسبب صحتي أو وضعي المادي”.. هذه الكلمات تلخص معاناة الكثيرين الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين خطر البقاء وصعوبة الرحيل.
أما عزات غباين، الذي عاش تجربة النزوح المتكرر خمس مرات بين مناطق مختلفة في غزة .. فقد عبر عن رفضه للنزوح مرة أخرى مهما كانت الظروف.
يقول عزات: “لن أنزح مرة أخرى، حتى لو كلف الأمر حياتي .. لن أنزح لأن الإمكانيات المادية لا تسمح.
لا يوجد عمل ولا أموال ولا خيام، إلى أين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن”. هذه الكلمات تعكس إحباطاً عميقاً وشعوراً بالعجز أمام واقع قاسٍ.
السيدة أم أشرف السري، التي تبلغ من العمر خمسين عاماً، تحدثت أيضاً عن عدم قدرتها على النزوح بسبب ظروفها الصحية .. قائلة: “ليس لدي مقدرة على المشي، عمري خمسون عاما، لقد تعبت”.
هذه الكلمات تسلط الضوء على معاناة النساء وكبار السن الذين يواجهون تحديات خاصة في ظل هذه الظروف.
تعبر هذه الشهادات عن صورة مؤلمة للواقع الذي يعيشه سكان غزة .. حيث تتداخل الأزمات الإنسانية مع المخاطر الأمنية لتشكل تحدياً كبيراً أمام حياة آلاف الأسر.
اقرأ أيضًا:
Share this content:
إرسال التعليق