
التأييد الأعمى لإسرائيل من جانب الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ظهر جليًا في العدوان الإسرائيلي على فلسطين بشكل عام، وعلى غزة وجنوب لبنان بشكل خاص.
والسماح بمهاجمة سوريا بعد هروب بشار الأسد واحتلال أجزاء من أراضيها، والوصول لأقل من ثلاثين كيلومترًا من العاصمة دمشق.
لقد وضعت القوى الغربية – بقيادة أمريكا راعية الإرهاب الأولى في العالم – إسرائيل على قائمة الدول الأولى بالرعاية والعناية، وجعلها فوق كل القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وإقرار قوانين الفيتو على كل معترض على تصرفاتها، وهذا يجعلنا نتساءل: ما الذي يجعل هؤلاء يتجاهلون مبادئ حقوق الإنسان؟
هذا في الوقت الذي يتشدقون بها، وأوجعوا رؤوسنا ليل نهار، ويقفون إلى جانب المعتدي؟!
في الحقيقة، هناك العديد من الأسباب التي تدفع الغرب للوقوف الغريب مع المحتل بهذه الصورة الفجة.
دونما اعتبار للمظاهرات الشعبية العديدة، التي اجتاحت وتجتاح العديد من دول العالم.
تنديدًا بالهجوم البربري على جيرانها، خاصة شعب غزة الأعزل الذي يعاني من ويلات الإبادة الجماعية.
فالغرب يخشى من انهيار إسرائيل لعدة أسباب، أولها هو حتمية تشتت اليهود في أوروبا وأمريكا، فليس هناك أرض تستقبلهم.
والغرب يعلم جيدًا الأسباب التي دفعت هتلر الزعيم الألماني للتخلص منهم.
حيث قال مقولته الشهيرة: لا أريد نسل اليهود في الأرض، اقتلوا صغارهم وكبارهم.
وواصل هتلر: هذا النسل خرج ليدمر البشرية، وتركت لكم بعض اليهود أحياء لكي تعلموا إلى أي مدى كنت على حق!!
ثانيًا، أن وجود إسرائيل في المنطقة يزدهر سوق السلاح، وهو ما يجعل خزائن الغرب ممتلئة بالأموال.
فهم يلعبون على وتر الخلافات والانشقاقات التي تغذي الحروب، فأين تذهب أموال العرب والجزيرة العربية إذن إن لم تذهب لصانعي السلاح؟! وكيف يتحقق ذلك والمنطقة تعيش في سلام ووئام؟!
الغرب أساسه الحضارة الغربية
ثالثًا، وهو الأهم، أن تجريد العرب والمسلمين من مقومات التقدم يميل في الأساس لصالح الغرب.
فهم يعلمون جيدًا، وللأسف نحن نتجاهل ذلك، أن الإسلام والمسلمين هم أساس التقدم والحضارة.
وأن ما أبدع فيه العلماء المسلمون هو الأساس الذي بنى عليه الغرب تقدمهم، ولا أقول حضارتهم، ولهذا يعمل الغرب على وأد أي تقدم للعرب والمسلمين.
العصر الذهبي للإسلام
ففي العصر الذهبي للإسلام ظهر العديد من العلماء المبدعين العرب والمسلمين، استقى منهم الغرب خلاصة فكرهم وبنوا عليه تقدمهم.
من هؤلاء: عبد الله الخوارزمي، الذي يُعد من أشهر علماء العرب في الفلك والرياضيات، وجابر بن حيان، مخترع علم الكيمياء، والذي برع بعض العلوم الأخرى.
ولا يمكن أن ننسى أبو يوسف الكندي، أشهر العلماء العرب في الرياضيات، وفي بعض العلوم الاخرى.
علاوة على ابن سينا، الذي يُعد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال الطب والرياضيات في عصره، وأبو بكر الرازي، الذي كان من أعظم وأهم الأطباء في عصره.
بالإضافة إلى الحسن بن الهيثم، الذي يُعد من أشهر علماء العرب في علم البصريات، والفارابي في علوم الطب والفلسفة.
ولا ننسى ابن باجة، والمقريزي، والإدريسي، وابن البيطار، وغيرهم، ممن أثروا العلوم في المجتمع الإسلامي.
فالأمة التي أنجبت أمثال هؤلاء قادرة على إنجاب آخرين، وهو ما يقلق الغرب ويدفعه إلى طمس أي مؤشرات قد تؤدي إلى تقدم العرب والمسلمين.
وما تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن، بأيدينا ومساعدتهم بطريقة أو بأخرى، إلا جزء من هذا الاتجاه.
علاوة على محاولة إلهاء مصر بالعديد من المشكلات لكي لا تركز على نهضتها، التي فيها تهديد للغرب.
رابعًا، وهو الأخطر على الإطلاق، هو الإيمان العميق من جانب أمريكا والغرب بمعركة هرمجدون.
هذه المعركة التي يتحد فيها المسيحيون المتصهينون مع اليهود، في معركة دامية على أرض فلسطين.
ووسوف يصل الدماء فيها إلى أسنام الجمال، وهي آخر علامة من العلامات الصغرى ليوم القيامة، كما أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم.
فالغرب يدعمون اليهود الصهاينة بكل قوة في الأرض المغتصبة فلسطين، ولا يبالون بعدد الشهداء من الأبرياء هناك.
هذا ليس حبًا في اليهود، ولكن لأن نهايتهم تمثل نهاية محتملة لتقدم الغرب، وذلك لجميع الأسباب التي ذكرناها سابقًا.
Share this content:
إرسال التعليق