
عندما أتمعن في لفظ ومعنى ومدلول جامعة الدول العربية، أجد نفسي في مقارنة ظالمة بينها وبين مجتمع العرب، سواء مجتمعين أو مشتتين.
فأشفق على الجامعة من ربطها بقرارات الشجب والإدانة، دون رد فعل قوي منها على كافة الظروف القاسية المحيطة بالوطن العربي من المحيط للخليج.
وما يحدث للوطن العربي من تداعيات خطيرة، لا يكون للجامعة سوى عبارات الشجب بأكثر الألفاظ رفضًا، وكأنها عبارات مكتوبة منذ الأزمنة في ألواح تخرج عند الضرورة.
حتى تندر الكثيرون من تلك العبارات الجوفاء البلهاء، بالإضافة إلى كونها خالية من معنى القوة والعزة والكرامة.
ولكن في الواقع أن القرارات التي تصدر عن الجامعة نابعة من أعضاء مشتتون منقسمون، تائهون، زائغو الأبصار مستكينون.
فإذا كانت قرارات الجامعة العربية فقط الشجب والإدانة، فاعلم لأي مدى وصل العرب لأي مرحلة من مراحل الضعف والمهانة .
والتوصية الوحيدة التي كان لها فيه تأثير واضح ومؤثر، تلك التي كانت وراء الرفض العربي لقرار التقسيم الجائر تحت رقم 181 في نوفمبر عام 1947م والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ذلك القرار الذي أعطى لليهود الصهاينة 56 % من أرض فلسطين، وللفلسطينيين 44 % من الأرض بقسمة جيدة تنم عن ضعف في عقول اتخاذ القرارات في ذلك الوقت.
حتى التوصيات كانت في الجانب الخطأ، فالعرب والفلسطينيون اليوم يطمحون أن تُطبق هذه القسمة غير العادلة على أرض الواقع.
لأنه ليس مطروحًا أو سوف يطرح بأفضل من هذا أو مثله من جانب أولاد القردة والخنازير، لينعم الجميع بالسلام المزعوم.
جامعة ليست بجامعة
فلا تسأل الجامعة العربية عن ما يحدث في غزة، ولا تسألها عما يحدث في اليمن ولبنان وليبيا وسوريا .. و و و و .
ولا تلفت نظرها لما يقوم به الصهاينة مع إثيوبيا لتطويق مصر من الجهة الجنوبية، لحبس صنبور المياه المفتوح منذ الخليقة.
ولا تسألها عما حدث للسودان، وما يحدث فيها اليوم من انتهاكات يندى لها الجبين، وعلى بعد خطوات من الجامعة المزعومة.
لا تسألها عما حدث من تدمير في العراق وسوريا، وبأيدينا، ولا تلومها على احتلال إيران للجزر الإماراتية، بنفس مستسلمة.
ولا تحملها خطايا الأمريكان والروس والغرب في المنطقة العربية، فقط اسأل العرب، لماذا أنتم في غاية الذل والمهانة والانحطاط ؟
Share this content:
إرسال التعليق