الفنان والمخرج حمدي السيد في حوار شامل لـ ” نبض الشارع “:

حوار: د. محمد الحسيني

الفنان القدير والمخرج البارع حمدي السيد من القلائل الذين يسيرون في اتجاه الفن المحترم، ولا يتمسحون في مخرج أو منتج.

والفنان يقيم بميزان أداؤه، وليس بحجم الدور الذي يلعبه، فلربما قام أحدهم بدور يمتد لثواني معدودة أفضل بكثير من فنان ملأ الشاشة بوجهه، لكنه لم يقدم أداءً يقنع النقاد أو الجمهور .

الفنان حمدي السيد من مواليد القاهرة، تخرج من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وعمل كأخصائي اجتماعي للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالمعاش .

بدأ مشواره الفني في المسرح المدرسي في المرحلة الإعدادية ثم الثانوية ثم المسرح الجامعي، وحصل فيه على العديد من الجوائز.

وأثناء ذلك اشترك مع فرق الثقافة الجماهيرية، وفيها قام ببطولة أعمال جيدة على يد العديد من المخرجين الكبار.

درس دبلومة إخراج سينمائي وسيناريو وتصوير بقصر السينما، وصنع أربعة افلام قصيرة وهي هرم واحد كفاية، شياكة، أمال وهيام، اشتغالة.

كما أن له العديد من الأعمال الجيدة، سواء كانت مسرح أو تليفزيون أو سينما، آخرها مشاركته في مسلسل أبو جبل مع النجم مصطفى شعبان.

ولكن في كل الأحوال يكفيه ما قدمه مع الفنان النجم محمد صبحي، سواء على خشبة المسرح أو التليفزيون.

سيتم تكريم الفنان حمدي السيد الخميس القادم بمهرجان العودة الفلسطيني

* بداية، حدثنا عن تجربتك كمخرج للأفلام القصيرة .

** شاركت كمخرج بالفيلم آمال وهيام في مهرجان القاهرة للأفلام القصيرة، ضمن حوالي 300 فيلم ومدته نصف ساعة.

كما شاركت بفيلم شياكة ومدته 17 دقيقة في مهرجان جوتنبرج للفيلم العربي الذي أقيم في ديسمبر عام 2019.

وكان ضمن أربع أفلام مصرية مشاركة في المهرجان، علاوة على الفيلم القصير هرم واحد كفاية .

* ولماذا الأفلام القصيرة ؟

** ليس لدي منتج أو راعي رسمي، فأنا أنتج أفلامي بنفسي، وهي تكلفتها متواضعة بالمقارنة بالأفلام الطويلة.

* نريد أن نتعرف على الجوائز التي حصلت عليها أعمالكم

** حصل فيلم “شياكة” على شهادة تقدير من منتدى جامعة الأقصر الأفريقي 2020، وعلى شهادة تقدير من المهرجان الحر للفيلم الأول لضفتي المتوسط الدورة الرابعة بتونس 2022، وعلى شهادة تقدير من  مهرجان القدس السينمائي الدولي السابع.

كما حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم بإجماع الآراء في ملتقى هليوبوليس للسينما القصيرة الدورة الثالثة نوفمبر 2024.

وحصل الفيلم على جائزة افضل انتاج ضمن فعاليات الدورة الثانية  لمهرجان الفيلم الدولي الهندي ديسمبر 2024.

وفيلم آمال وهيام فاز بجائزة البوابة الرقمية بالجزائر، وجائزة أحسن فيلم في المهرجان الدولي بالهند.

* ما هو تقييمك لتجربة العمل مع الفنان الكبير محمد صبحي ؟

** التجربة جيدة وإضافة كبيرة لي، فالعمل في فرقة محمد صبحي ممتع، ويكفي أنه يقدم فن جيد هادف .

المخرج القدير: عملي مع النجم محمد صبحي إضافة جيدة بكل المقاييس

* وماذا كانت البداية ؟

** كانت البداية مسابقة عام 1990 عندما أعلن الفنان محمد صبحي لاختيار وجوه جديدة، وكان المتقدم لها أكثر من ثلاثة آلاف من الهواة وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية.

وتعرضنا هناك لاختبارات قاسية، والحمد لله نجحت في كل التصفيات ومعي سبعة وخمسون آخرون، وتم إعدادنا بدنيًا وذهنيًا.

* وماذا كان أول عمل فني ؟

** كان أول عمل فني العرض المسرحي بالعربي الفصيح، من تأليف الأستاذ لينين الرملي وإخراج الأستاذ محمد صبحي.

واستمر عرضه  لمدة أربع سنوات على مسرح نيو أوبرا ومسرح الفردوس، وكان ضمن أبطال المسرحية هاني كمال، فتحي عبدالوهاب، منى زكي، داليا ابراهيم، ماجد الكدواني، وغيرهم .

* وماذا بعد ذلك ؟

** شاركت بعدها في مسرحية الحادثة مع النجمين حسين فهمي وعبلة كامل، تأليف الأستاذ لينين الرملي وإخراج عصام السيد.

كما شاركت في مسرحية الكابوس، تأليف الأستاذ لينين الرملي وإخراج محسن حلمي .

* حدثنا عن تجربة اشتراكك في مسلسل يوميات ونيس .

** شاركت في المسلسل بداية من الجزء الثاني، وأثناء ذلك شاركت في مسرحية ماما أمريكا، ومسلسل شملول، ثم باقي أجزاء ونيس، ومهرجان المسرح للجميع، ومسرحية سكة السلامة 2000.

وشاركت بعد ذلك مع الفنان محمد صبحي في مسلسلات أنا وهؤلاء، ملح الأرض، فارس بلا جواد، رجل غني فقير جداً، كما شاركت في مسلسل ليالينا ٨٠، والاختيار ٣.

* لقد ابتعدت فترة عن الفنان محمد صبحي، ما السبب؟

** ليس هناك ابتعاد ولا حاجة، فالأستاذ يرشح الممثل حسب احتياجه في العمل.

وقد اشتركت معه في مسرحية نجوم الظهر، وحاليا أنا معه في مسرحية فارس يكشف المستور.

وتم اختياري لأكون مديرا لمهرجان الرواد المسرحي للهواه في دورته السادسة عشر خلال نوفمبر الماضي، وكان الأستاذ الرئيس الشرفي للمهرجان.

عشقت المسرح وتفانيت فيه .. ولعبت كثيرًا من الأدوار الجيدة

* وبعيداً عن أعمالك مع النجم محمد صبحي، ماذا عن مشوارك مع الدراما التليفزيونية ؟

** شاركت في مسلسلات  ناس وناس إخراج رائد لبيب، وسهرة درامية بعنوان وحوش أليفة مع الفنان الكبير شكري سرحان من إخراج رائد لبيب.

ومسلسل الشباب يعود يوماً مع الفنان الكبير فريد شوقي والفنانة القديرة أمينة رزق إخراج رائد لبيب.

ومسلسل قصاقيص ورق مع النجمة نيللي إخراج ابراهيم عفيفي، ومسلسل موعد مع الوحوش مع الفنان خالد صالح وعزت العلايلي وسهير المرشدي وإخراج أحمد عبدالحميد.

بالإضافة إلى مسلسل صاحب السعادة مع النجم عادل إمام واخراج رامي إمام.

علاوة على مسلسل كلمة سر مع الفنانة لطيفة وهشام سليم وإخراج سعد هنداوي.

كذلك مسلسل أرض جو مع النجمة غادة عبدالرازق إخراج محمد جمعة، وأخيرًا مسلسل أبو جبل مع الفنان مصطفى شعبان .

* ما هو الدور الذي قمت به ولازال عالقاً بذهنك ؟

** كثير من الأدوار عالقة بذهني لأنها كانت محببة إلي، فأنا عشقت المسرح وتفانيت فيه، ولعبت كثير من الأدوار مع مخرجين تقدميين ومجددين.

مما أصقلني وأكسبني كثير من الخبرات، ومن أهم الأدوار شخصية محروس في مسرحية زفة المحروسة، وشخصية مأمون المضمون في مسرحية أمريكا.

علاوة على شخصية أبو المجد الشبراوي في مسرحية سكة السلامة  2000، وشخصية خزاعة في مسرحية  بالعربي الفصيح، وطبعاً شخصية الدكتور عبد الجليل في مسلسل يوميات ونيس .

حمدي السيد: الوسط الفني يعاني من قلة الكتاب المثقفين

* ما رأيك فيما يعانيه الوسط الفني الأن ؟

** من أهم عيوب الوسط الفني الاستسهال والسطحية والفهم الخاطئ لدور الفن، وذلك بسبب الدخلاء من المنتجين الذين عملوا على تشويه الذوق العام.

علاوة على أن الوسط الفني يقتصر على مجموعات عمل تربطهم المصالح المشتركة.

كما أن الوسط  يسير بعشوائية كبيرة، فلا توجد أهداف من وراء الفن الحالي سوى التربح والخلاعة والسطحية، مما يؤثر سلباً على المتلقي، وهو الجمهور.

فالوسط يعاني من قلة الكتاب المتخصصين من ذوي الثقافة، والذين لديهم موضوعات إنسانية واجتماعية ورومانسية نظيفة.

وما المانع أن تكون كوميدية لإمتاع الجمهور، فلا خلاف على ذلك، ولكن في إطار مهذب بلا إسفاف أو استخفاف بعقلية الجمهور .

* هل العلاقات العامة والمصالح تسود الوسط الفني ؟

** أعتقد ذلك إلى حد كبير، ولكني بعيد عن هذا، ولا أتواجد في الحفلات واللقاءات.

لذلك، أنأى بنفسي عن الخوض في معترك العلاقات التي تفسد أكثر ما تصلح .

حمدي السيد: الفن أصبح كالموضة تأتي وتختفي ويبقى السيء منها

* وماذا عن دور المؤسسات الكبرى في مجال الانتاج الفني؟

** دور المؤسسات الكبرى التي تقوم بإنتاج أعمال سينمائية غائب إلى حد كبير، في الوقت الذي يمكنها المنافسة في السوق العالمي.

فالسينما صناعة يمكن أن تكون مصدر للدخل القومي، ولا ننسى بداية نشأة السينما في مصر، و دور المنتجين الكبار الذين أثروا الحركة الفنية مثل أسيا داغر، وماري كويني، ورمسيس نجيب، وشركة استوديو مصر، ودور طلعت حرب.

أما الآن فكل شيء مثل الموضة، يظهر فجأة ويختفي فلا تشعر بأثره، بل السيء منه هو الذي يستمر و يؤثر في الذوق العام .

* ما الأدوار التي تستهوي الفنان حمدي السيد ؟

** الكوميدية بالطبع .

* ما رأيك في السينما الشبابية ؟

** الشباب هم الطاقة، ولديهم ملكات إبداع لو تم توظيفها بشكل صحيح  من حيث الموضوعات، أي السيناريو، والمخرج الجيد، فمن الممكن إنتاج أعمال جيدة لهم .

السينما النظيفة تهذب النفس .. وكنت أتمنى العمل مع الزعيم

* ما هو تقييمك لدور الفن في أي مجتمع؟

** الفن عموما له دور كبير في المجتمع، فهو يؤثر في المجتمع سلبا وايجابا وقد يساهم في تطور المجتمع للأفضل.

وهذا يعتمد على الثقافة، فهي مجموعه الموروثات والقيم والسلوك، والفن والفنانين أحد عوامل بناء المجتمع، فالفن ليس للمتعة والتسلية فقط.

ويجب الانتباه للغزو الثقافي والذي يعتمد علي تغييب الوعي واستقطاب الشباب وبالفن النظيف تنهض الأمم.

* وما رأيك في السينما النظيفة ؟

السينما النظيفة مثلها مثل أي شيء نظيف، يعود أثره على المتلقي، فهي تعلم قيم وتهذب النفس.

ولا أرى ضرورة لما يسمى السينما الغير نظيفة، فهناك الحلول الكثيرة لعمل فيلم نظيف، ولا يتأثر العمل الفني بترك غير النظيف .

* من من النجوم تحب العمل معه ؟

** أتمنى العمل مع العديد من النجوم، وكنت أتمنى العمل مع الزعيم عادل إمام .

* ما هي الأدوار التي تتمنى تقديمها يوما ما ؟

** الأدوار التاريخية من أهم الأدوار التي أتمنى القيام بها  .

* هل انت راض عما حققته في الفن ؟

** نعم، ويكفي أنه أمتعني على المستوى الشخصي، وإن كان هناك كثير من الأعمال لم يلق الضوء عليها ولا تذاع .

* بعيداً عن الفن، ما هي هواياتك المفضلة ؟

** أهوى الرسم وسماع الموسيقى، وأحب بعض الهوايات الأخرى مثل الرحلات .

* أخيرًا، ماذا تتمنى على المستوى الشخصي ؟

** أتمنى رضا ربنا سبحانه وتعالى، كما أتمنى البركة في الرزق والأولاد .

* وماذا على مستوى الوطن ؟

** أتمنى من ربنا سبحانه وتعالى أن يديم عليه الاستقرار، ويصلح أحوال العباد، ويوفق قادتها لما فيه صالح المواطنين، خاصة محدودي الدخل .