رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

النووي الإيراني بين متطلبات إيرانية وخلافات جوهرية .. وازدواجية المعايير الأمريكية

16 أغسطس 2025 9:38 ص 0 تعليق
الملف النووي الإيراني – صورة موضوعية
الملف النووي الإيراني – صورة موضوعية

كتب: خالد عبد الكريم

البرنامج النووي الإيراني يمثل نقطة خلافية كبيرة بين إيران والولايات المتحدة، حيث تتباين وجهات النظر بشكل جذري حول هذه القضية.

وفقًا لما ذكره الخبير الإيراني ميرقاسم مؤمني لوكالة مهر للأنباء الإيرانية أن إيران ترى برنامجها النووي من منظور علمي وتنموي.

في المقابل، ينظر الجانب الأمريكي إلى القضية النووية من زاوية أمنية وعسكرية، مما يعكس اختلافًا جوهريًا في التصورات والأهداف.

وأشار مؤمني أن مفاعل الأبحاث بجامعة طهران تم تصميمه وبناؤه في الأصل من قِبل الأمريكيين لأغراض علمية وأكاديمية بحتة.

ولكن هذه الأنشطة العلمية أصبحت اليوم ذريعة لفرض العقوبات والضغط على إيران.

وأضاف أن الجمهورية الإسلامية أكدت مرارًا وتكرارًا سلمية برنامجها النووي، مستشهدًا بفتوى سماحة القائد التي تحرّم استخدام الأسلحة النووية كدليل قوي على هذا النهج السلمي.

من جهة أخرى، انتقد مؤمني السياسات المزدوجة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى استخدامهم “حقوق الإنسان” كأداة للتدخل والضغط على الدول المستقلة، والآن لجأوا إلى القضية النووية لتحقيق أهداف مشابهة.

وأوضح أن الأمريكيين نفّذوا أعمال تخريب وإرهاب في إيران خلال السنوات الماضية، مما يعكس تناقضًا واضحًا في مواقفهم.

واختتم مؤمني حديثه بالإشارة إلى أن المشكلة الرئيسية بالنسبة للأمريكيين ليست مجرد وقف التخصيب النووي تمامًا، بل منع أي تقدم علمي أو تقني من جانب إيران.

ووصف هذه السياسة بأنها محاولة لإعاقة تطور البلاد، مستشهدًا بكلمات الإمام الخميني بأن التراجع خطوة واحدة سيؤدي إلى تقدم الخصوم عشر خطوات إلى الأمام.

يذمر أن البرنامج النووي الإيراني هو موضوع أثار الكثير من الجدل والنقاش على الصعيدين الإقليمي والدولي.

بدأ تطوير البرنامج النووي الإيراني في ستينيات القرن الماضي بمساعدة دول غربية، وكان يهدف في البداية إلى توليد الطاقة الكهربائية واستخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.

ومع ذلك، تحول البرنامج إلى مصدر قلق عالمي بسبب الشكوك حول نوايا إيران في تطوير أسلحة نووية.

في عام 2002، كشفت تقارير عن منشآت نووية سرية في إيران، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين إيران والمجتمع الدولي.

بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها، وأصدرت تقارير تشير إلى عدم تعاون إيران الكامل مع عمليات التفتيش .. هذا أدى إلى فرض عقوبات دولية على إيران.

في عام 2015، تم التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران ومجموعة “5+1” (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

كان الهدف من الاتفاق هو الحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

ومع ذلك، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب .. مما أدى إلى تجدد التوترات وزيادة الضغوط الاقتصادية على إيران.

البرنامج النووي الإيراني لا يزال موضوعًا حساسًا يؤثر على العلاقات الدولية في الشرق الأوسط وخارجه.

تسعى العديد من الدول إلى إيجاد حلول دبلوماسية لضمان عدم انتشار الأسلحة النووية، بينما تؤكد إيران على حقها في تطوير التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري