
كتب: صلاح هليل
دعت اليونيسيف على لسان تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية المعني بالعمليات الإنسانية والإمداد في صندوق الأمم المتحدة للطفولة السلطات الإسرائيلية إلى مراجعة قواعد الاشتباك العسكرية بهدف حماية المدنيين والأطفال.
وذكرت الصفحة الرسمية للأمم المتحدة أن تيد شيبان تحدث إلى الصحفيين في نيويورك، اليوم الجمعة، عقب عودته من زيارة استغرقت خمسة أيام إلى إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وأظهر شيبان قلقًا بالغًا بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من ظروف مأساوية نتيجة الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر.
ويشير لحجم المعاناة التي يعيشها الأطفال والأسر هناك، مع تسجيل أرقام مروعة تتعلق بوفاة الأطفال والجوع وسوء التغذية.
اليونيسف تدعو لإغراق غزة بالمساعدات
وأكد تيد شيبان المسئول الاممي على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف الأزمة الإنسانية.
، مشددًا على أهمية السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والتجارية إلى القطاع، بمعدل يصل إلى 500 شاحنة يوميًا.
كما دعا إلى “إغراق” القطاع بالمساعدات عبر جميع القنوات والمعابر الممكنة، الوضع الحالي في غزة يظهر علامات واضحة على الجوع والمعاناة النفسية والجسدية.
حيث يقتل الأطفال أثناء انتظارهم في طوابير للحصول على الغذاء أو المياه.
اليونيسف: مخاطر محققة
كما أن هناك خطرًا كبيرًا من المجاعة، إذ يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص بقطاع غزة من أيام متواصلة بدون طعام.
بينما تجاوز مؤشر سوء التغذية عتبة المجاعة، مما يهدد حياة أكثر من 320 ألف طفل صغير.
شيبان يصف زيارته الرابعة لغزة بأنها صادمة رغم معرفته المسبقة بحجم الكارثة.
مشيرًا إلى أن الصور التي تعرض في الأخبار لا تعبر بشكل كامل عن الواقع المأساوي الذي يواجهه السكان هناك.
الأطفال فقدوا أحبائهم ويعيشون في حالة من الخوف والجوع والصدمات النفسية.
الوضع الإنساني في غزة يتطلب استجابة عاجلة وشاملة من المجتمع الدولي لضمان دخول المساعدات بكميات كافية وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان، خاصة للأطفال الذين يعتبرون الفئة الأكثر تضررًا.
وقال أن هناك مأساة إنسانية عميقة تتعلق بمعاناة الأطفال والعائلات في ظل النزاعات المسلحة.
حيث يصف تيد شيبان، المسؤول في اليونيسف، مشاهد مأساوية لأطفال قتلوا وأصيبوا أثناء انتظارهم للحصول على المكملات الغذائية.
وتناول شيبان قصصًا مؤثرة لأمهات يواجهن الجوع واليأس، بينما يعاني أطفالهن من سوء تغذية حاد.
وأكد أن هذه المآسي ليست نتيجة لكوارث طبيعية، بل هي نتيجة مباشرة للتجويع والقصف والتهجير الذي يتعرض له المدنيون.
كما سلط الضوء على الجهود التي تبذلها اليونيسف لمعالجة الوضع، مثل دعم الرضاعة الطبيعية وتوفير حليب الأطفال وعلاج الحالات الحرجة لسوء التغذية، لكنه أشار إلى أن الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة.
هذه المشاهد المؤلمة تدعو إلى التفكير العميق في أهمية تكثيف الجهود الإنسانية والدولية لإنهاء معاناة المدنيين الأبرياء، خصوصًا الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر في مثل هذه الظروف الصعبة.
قتل الفلسطينيين أثناء بحثهم عن الغذاء
يسلّط مسئول اليونيسيف الضوء على الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث تستمر عمليات إطلاق النار والقصف من قبل القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
بما في ذلك على امتداد طرق قوافل المساعدات الغذائية وفي محيط “مؤسسة غزة الإنسانية”.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن توقف مؤقت للعمليات العسكرية لتحسين الاستجابة الإنسانية، إلا أن التقارير تشير إلى استمرار سقوط الضحايا.
خلال يومي 30 و31 تموز/يوليو، ذكرت تقارير بمقتل 105 فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 680 آخرين في مناطق شمال غزة وجنوب خان يونس.
ومنذ 27 أيار/مايو، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين أثناء بحثهم عن الغذاء ما لا يقل عن 1,373 شخصاً.
منهم 859 في محيط “مؤسسة غزة الإنسانية” و514 على امتداد طرق القوافل.
أوضح مكتب حقوق الإنسان أن معظم الضحايا سقطوا بنيران القوات الإسرائيلية، مع عدم توفر معلومات تشير إلى تورط عناصر مسلحة أخرى في هذه العمليات.
وأكد المكتب أن هؤلاء الضحايا ليسوا مجرد أرقام، بل أفراد كانوا يكافحون من أجل البقاء وتوفير الغذاء لأسرهم.
هذا في الوقت الذي لم يكونوا مشاركين في أعمال عدائية أو يشكلون تهديداً لأي طرف.

ازدياد الوفيات بسبب المجاعة
وفي الوقت نفسه، أشار مكتب حقوق الإنسان إلى ازدياد عدد الفلسطينيين – بمن فيهم الأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة والمرضى والمصابون – الذين يموتون نتيجة سوء التغذية والمجاعة.
حيث يفتقر هؤلاء الأشخاص غالبا لأي دعم ولا يمكنهم الوصول إلى المواقع التي قد تتوفر فيها كميات ضئيلة من المساعدات.
وأوضح مكتب حقوق الإنسان أن “هذه كارثة إنسانية من صنع الإنسان. ونتيجة مباشرة لسياسات فرضتها إسرائيل أدت إلى تقليص حاد في كميات المساعدات المنقذة للحياة في غزة”.
اليونيسف: التجويع كوسيلة حرب
وقال مكتب حقوق الإنسان أن الهجمات المتعمدة توجه ضد المدنيين غير المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب .
وذلك من خلال حرمان المدنيين من العناصر الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، وعرقلة وصول الإغاثة، تشكل جرائم حرب.
وإذا ما ارتكبت كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين فقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية.
وقال مكتب حقوق الإنسان إن الأثر التراكمي لهذه الحوادث والقيود على وصول المساعدات الإنسانية والسلوك العسكري الإسرائيلي في غزة تشير إلى أن إسرائيل تفرض على الفلسطينيين في القطاع ظروف حياة لا تتوافق مع ولا تمكنهم من البقاء كجماعة.
دعوة إلى تحقيق عاجل ومستقل
وشدد مكتب حقوق الإنسان على ضرورة التحقيق في كل عملية قتل من هذه العمليات، بشكل عاجل ومستقل.
ويجب محاسبة المسؤولين عنها كمجرمي حرب “كما ينبغي اتخاذ تدابير فورية لمنع تكرارها”.
وأشار المكتب إلى أن إسرائيل – بصفتها القوة القائمة بالاحتلال – تتحمل المسؤولية عن ضمان توفير كافة أشكال المساعدات المنقذة للحياة للفلسطينيين في غزة.
علاوة على تسهيل ظروف تمكن الوكالات الإنسانية من التحرك الآمن والحر لتوزيع المساعدات.
ودعا المكتب الأممي الدول إلى “استخدام كافة الوسائل المتاحة لوقف هذه الانتهاكات للقانون الدولي والوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية لمنع قتل مزيد من المدنيين”.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للتقارير التي تفيد باستمرار مقتل وإصابة عدد كبير من الناس أثناء بحثهم عن الغذاء بغزة.
وقال: يجب ألا يجبر أحد أيضا على المخاطرة بحياته بحثا عن الغذاء. يجب حماية المدنيين دائما وتيسير- لا إعاقة – توصيل المساعدات على المستوى المحلي.
اقرأ أيضًا:
Share this content:
إرسال التعليق