رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

بعد سقوط بشار الأسد وتعاظم النفوذ التركي في سوريا .. ماذا يقلق إسرائيل ؟

26 مارس 2025 4:35 م 0 تعليق
إسرائيل تخشى النفوذ التركي بسوريا
إسرائيل تخشى النفوذ التركي بسوريا

كتب: صلاح هليل

تشعر إسرائيل بقلق متزايد من تعاظم النفوذ التركي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وخلو الساحة من قوى مؤثرة فاعلة في المشهد السوري.

 حيث تعتبر إسرائيل أن هذا التوسع يمثل تهديداً استراتيجياً على امنها على عدة مستويات.

أولاً، تخشى الدولة العبرية أن يؤدي التنسيق التركي-السوري إلى فرض قيود جديدة على العمليات الإسرائيلية في سوريا، التي كانت تعتمد في السابق على تفاهمات غير معلنة مع روسيا.

تركيا، التي تسعى لإعادة هيكلة الجيش السوري، بالإضافة إلى توسيع وجودها العسكري، قد لا تمنح إسرائيل نفس الهامش الذي كانت تحصل عليه من روسيا.

ثانياً، ترى الدولة العبرية في تركيا قوة إقليمية منافسة يمكن أن تعيد تشكيل المعادلات الأمنية في المنطقة.

فقد أشارت التقارير إلى أن تركيا قد تنشئ قواعد عسكرية في تدمر وطرطوس، وهذا من شأنه أن يحد من الهيمنة الروسية على الساحل السوري ويجعل تركيا لاعباً رئيسياً في مستقبل سوريا.

هذا التحول قد يدفع إسرائيل إلى إعادة تقييم خياراتها العسكرية والاستراتيجية.

ثالثاً، هناك مخاوف إسرائيلية من أن يكون النفوذ التركي بديلاً للنفوذ الإيراني في سوريا، ولكن مع تأثيرات مختلفة قد تكون أكثر تعقيداً.

فعلى الرغم من أن إيران تُعتبر خصماً تقليدياً لإسرائيل، إلا أن النفوذ التركي قد يشكل تحدياً جديداً.

وذلك بسبب علاقات تركيا القوية مع المعارضة السورية، علاوة على تواجدها العسكري المكثف في الشمال السوري.

رابعاً، تسعى الدولة العبرية للحفاظ على تفوقها الإقليمي من خلال إضعاف أي دولة مجاورة قد تشكل تهديداً مستقبلياً.

وجود تركيا كداعم لدولة سورية موحدة وقوية يتعارض مع الاستراتيجية الإسرائيلية التي تفضل بقاء سوريا ضعيفة ومقسمة.

في ظل هذه المخاوف، يبدو أن إسرائيل تعمل على مواجهة النفوذ التركي من خلال تعزيز الدور الروسي في سوريا.

علاوة على الضغط على واشنطن لدعم هذا التوجه، من أجل فشل الدور المتنامي لتركيا في سوريا.

ومع ذلك، فإن العلاقة القوية بين تركيا وروسيا تجعل من الصعب على الدولة العبرية إحداث تغيير جذري في هذا التوازن.

بالتالي، فإن تعاظم الدور التركي في سوريا يشكل تحدياً استراتيجياً لإسرائيل.

ليس فقط بسبب تأثيره على حرية عملياتها العسكرية، بل أيضاً لأنه يعيد تشكيل المشهد الإقليمي بطرق قد تؤثر على مصالحها الاستراتيجية في المدى البعيد.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري