
كتب: خالد عبد الكريم
صرح إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي استند فيها إلى كلام النائب الإيراني السابق علي مطهري لتبرير الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية.
رد بقائي
وذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن بقائي أوضح في منشور له على منصة “إكس” أن ترامب يتجاهل عمدًا شهادة رئيس الاستخبارات الأمريكية أمام الكونجرس في مارس 2025.
والتي أكدت أن إيران لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، ويستند على تصريحات شخصية أدلى بها مواطن إيراني عام 2022.
وأشار بقائي إلى أن هذا النهج يعكس الطابع السياسي لادعاءات ترامب، وليس حقيقتها.
وأضاف أن استخدام تصريحات قديمة وغير موثقة لتبرير تصرفات غير قانونية يثبت انعدام المصداقية في هذه الادعاءات.
وأكد أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بطبيعة سلمية، وأن هذه الاتهامات تأتي في إطار محاولات مستمرة لتشويه صورة إيران دوليًا.
يأتي هذا الرد وسط تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة بشأن القضية النووية الملتهبة.
حيث تحاول إيران لتأكيد التزامها بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالطاقة النووية، وانها تستخدم مفاعلاتها للأغراض السلمية.
بينما تستمر واشنطن وبعض الدول الغربية في ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على طهران.
القضية النووية الإيرانية
يذكر أن تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة بشأن القضية النووية يعكس تعقيدات العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
القضية النووية الإيرانية كانت ولا تزال محوراً رئيسياً للخلافات بين الطرفين، حيث تحاول الولايات المتحدة إلى منع إيران من تطوير برنامج نووي.
وترى واشنطن أن طهران تحاول تصنيع أسلحة نووية، بينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران ومجموعة “5+1” كان خطوة كبيرة نحو تخفيف التوترات.
ومجموعة السبع تتكون من (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا).
بموجب هذا الاتفاق، وافقت إيران على تقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ومع ذلك، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، مما أعاد فرض العقوبات وأدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين.
منذ ذلك الحين، شهدت المنطقة العديد من الأحداث التي زادت من تعقيد الوضع.
على سبيل المثال، الهجمات على منشآت النفط في الخليج، إسقاط الطائرات بدون طيار، واغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني .. كل هذه التطورات ساهمت في زيادة عدم الثقة بين الطرفين.
في الوقت الحالي، تستمر المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة أطراف دولية لإحياء الاتفاق النووي.
ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق جديد يواجه العديد من العقبات، بما في ذلك مطالب إيران برفع جميع العقوبات وضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة مرة أخرى.
التوترات بين البلدين لا تقتصر على القضية النووية فقط، بل تمتد إلى قضايا أخرى مثل النفوذ الإيراني في المنطقة ودعمها لجماعات مسلحة في دول مثل العراق وسوريا واليمن.
هذه القضايا تجعل الوضع أكثر تعقيداً وتزيد من صعوبة الوصول إلى حلول دبلوماسية شاملة.
في ظل هذه الظروف، يبقى المستقبل غامضاً بشأن ما إذا كان سيتمكن الطرفان من تجاوز خلافاتهما وتحقيق تقدم نحو تهدئة التوترات أو إذا كانت المنطقة ستشهد المزيد من التصعيد.
اقرأ أيضًا:
Share this content:
إرسال التعليق