رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

تقرير استخباراتي بريطاني يحذر من اغتيالات إيرانية .. وتوقع حملات سيبرانية

10 يوليو 2025 3:09 م 0 تعليق
الشرطة البريطانية بدعم استخباراتي بريطاني تطوّق منزلاً خلال اعتقال رجل إيراني في بلدة روتشديل مايو الماضي (غيتي)
الشرطة البريطانية بدعم استخباراتي بريطاني تطوّق منزلاً خلال اعتقال رجل إيراني في بلدة روتشديل مايو الماضي (غيتي)

أ ش أ

حذَّر تقرير استخباراتي بريطاني، الخميس، من تصاعد التهديدات الإيرانية، داعياً الحكومة إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لمواجهته.

ونقلت «رويترز» عن مشرّعين بريطانيين أن إيران تشكل خطراً كبيراً واسع النطاق على بريطانيا.

وأضافوا أنه على الرغم من أن إيران ليست في نفس مستوى روسيا أو الصين، فإنها تشكل تهديداً متصاعداً والحكومة ليست مستعدة له بشكل كامل.

وقالت لجنة المخابرات والأمن في البرلمان في تقرير شامل إن «إيران تمثل تهديداً واسع النطاق، وغير متوقع للمملكة المتحدة ومواطنيها ومصالحها.

وهي لا تتردد في المخاطرة عند تنفيذ أنشطتها الهجومية، وتمتلك أجهزة استخبارات قوية ومدعومة جيداً، ولديها نقاط قوة غير تقليدية مؤثرة».

ويتألف التقرير من 260 صفحة، ونشر الخميس في إطار تحقيق اللجنة بشأن التهديدات الأمنية المرتبطة بإيران.

ويغطي التقرير الوقائع حتى أغسطس (آب) 2023، وهو موعد انتهاء جمع الأدلة، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وانتقدت اللجنة الحكومة البريطانية لانشغالها بما وصفته بـ«إدارة الأزمات» و«إطفاء الحرائق» في تعاملها مع إيران، لا سيما فيما يتعلق ببرنامجها النووي، على حساب التهديدات الأخرى.

وأوضحت أن التهديد الذي تشكله إيران يتنوع بين خطر تنفيذ الهجمات الفعلية على المنشقين والاغتيالات المحتملة للمعارضين وهجمات على أهداف يهودية إلى التجسس والقدرات السيبرانية الهجومية، ومحاولتها تطوير أسلحة نووية، حسبما أوردت «رويترز».

وقال رئيس اللجنة اللورد بيميش، في بيان: «إيران حاضرة في طيف واسع من التهديدات التي ينبغي أن نضعها في الحسبان».

وتابع قائلاً: «ما زلنا قلقين من أن سياسة الحكومة حيال إيران ركزت على إدارة الأزمات ومدفوعة بالأساس بالمخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني؛ ما أدى إلى استبعاد ملفات أخرى».

ولم ترد سفارة إيران في لندن بعد على طلب للحصول على تعليق.

وأكدت لجنة المخابرات والأمن في البرلمان أن التهديد الإيراني للأمن القومي يتطلب تخصيص موارد إضافية وتبنّي استراتيجية طويلة الأمد.

أوضح التقرير أن وتيرة وعدد التهديدات المادية داخل المملكة المتحدة قد ارتفع بشكل ملحوظ منذ مطلع عام 2022، مستهدفاً معارضين وأفراداً مناوئين للنظام الإيراني.

كما رصد التقرير تصاعداً في مستوى التهديد ضد «المصالح اليهودية والإسرائيلية داخل المملكة المتحدة».

وأشار التقرير إلى ما لا يقل عن 15 محاولة اغتيال أو اختطاف استهدفت مواطنين بريطانيين أو مقيمين داخل البلاد منذ بداية عام 2022.

وقالت فريق الأمن الداخلي في اللجنة إن «التهديد المادي الذي يستهدف الأفراد داخل المملكة المتحدة يعدّ حالياً أعلى مستوى من التهديد الذي نواجهه من جانب إيران، ويوازي في خطورته التهديد الروسي».

لكن اللجنة أوضحت أن إيران لا تعدّ استهداف المعارضين أو الأهداف اليهودية والإسرائيلية داخل المملكة المتحدة بمثابة اعتداء على بريطانيا نفسها، بل تنظر إلى المملكة المتحدة كـ«خسارة جانبية» ضمن مساعيها لمعالجة قضاياها الداخلية، كإسكات المعارضين، حتى وإن كان ذلك على الأراضي البريطانية.

وقالت اللجنة إن على الحكومة البريطانية أن تدرس بشكل كامل ما إذا كان من الممكن عملياً تصنيف جهاز «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة الإرهاب، وهو إجراء يدعو إليه بعض المشرّعين منذ فترة طويلة.

وقد اطلع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر على التقرير في مارس (آذار) الماضي، قبل إرساله إلى أجهزة الاستخبارات البريطانية لمراجعة المعلومات.

ورغم أن الأدلة المقدمة إلى اللجنة تنتهي عند أغسطس 2023، قال المشرعون إن توصياتهم بشأن الإجراءات التي يجب على الحكومة اتخاذها لا تزال قائمة.

وفي العام الماضي، قال رئيس جهاز المخابرات البريطانية (إم آي5) إن جهاز المخابرات والشرطة البريطانية استجابا منذ يناير (كانون الثاني) 2022 لنحو 20 مؤامرة مدعومة من إيران لاختطاف أو قتل بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا ترى طهران أنهم يشكلون تهديداً.

وردت إيران على تلك التصريحات برفض ما قالت إنها اتهامات متكررة من مسؤولين أمنيين بريطانيين.

وفي مارس، قالت بريطانيا إنها ستطلب من الدولة الإيرانية تسجيل كل ما تقوم به لممارسة النفوذ السياسي داخل بريطانيا؛ ما يخضِع طهران لمستوى عال من التدقيق في ضوء ما وصفته لندن بأنه نشاط عدواني متزايد.

وتقول أجهزة الأمن البريطانية إن طهران تستخدم وكلاء إجراميين لتنفيذ أعمالها في بريطانيا.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وجهت السلطات الاتهام إلى اثنين من رومانيا بعد طعن صحافي يعمل في مؤسسة إعلامية ناطقة بالفارسية في لندن في ساقه.

كما مَثل ثلاثة إيرانيين الشهر الماضي أمام المحكمة لاتهامهم بمساعدة جهاز المخابرات الإيرانية الخارجية والتخطيط لأعمال عنف ضد صحفيين.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري