
كتب: صلاح هليل
من المتوقع استئناف مفاوضات نووية جديدة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في ظل التوترات الإقليمية وبعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وفي تقرير مطول بثته الوكالة الرسمة الإيرانية مهر وضحت الوكالة في تقريرها الأبعاد السياسية المترامية بعد وقف الهجمات الإسرائيلية على إيران.
ضغوط لاستئناف مفاوضات نووية
فقد بادرت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب بإرسال رسائل عبر وسطاء إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف استئناف المفاوضات النووية.
لكن هذه المرة، وسعت الولايات المتحدة نطاق مطالبها لتشمل قضايا إضافية مثل برنامج الصواريخ الإيراني ونفوذ إيران الإقليمي، بالإضافة إلى مطلب التخصيب الصفري.
ويواصل التقرير: في المفاوضات السابقة، استخدمت الولايات المتحدة التهديد بالهجوم العسكري كوسيلة ضغط على إيران.
وذلك لإجبارها على قبول مطالبها، بما في ذلك تفكيك المنشآت النووية وقبول التخصيب الصفري.
ومع ذلك، رفضت إيران هذه المطالب بشدة، معتبرةً أنها تتعارض مع حقوقها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تمنح الدول حق امتلاك الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق، حاولت الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي تنفيذ تهديداتهما بتدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.
ومع ادعاء الإدارة الأمريكية أن المنشآت النووية الإيرانية قد دمرت بالكامل، أكدت التقارير الاستخباراتية أن قدرات إيران النووية لا تزال قائمة ولم تدمر بشكل كامل.
يمكن استنتاج أن الموقف الإيراني يركز على حماية سيادته وحقوقه بموجب القوانين الدولية.
في حين تسعى الولايات المتحدة إلى فرض شروط تتجاوز الملف النووي لتشمل قضايا استراتيجية أخرى.
هذا الوضع يعكس تعقيد العلاقات بين الطرفين واستمرار الصراع على النفوذ الإقليمي والقدرات العسكرية.
توتر وتصميم
ويواصل التقرير: أنه من الواضح أن الوضع الراهن بين إيران والولايات المتحدة يتسم بتوتر شديد.
حيث تسعى واشنطن إلى الضغط على طهران من خلال أدوات دبلوماسية واقتصادية لتحقيق أهداف استراتيجية تخدم مصالحها ومصالح حليفها الأساسي في المنطقة، إسرائيل.
ومع ذلك، فإن إيران تبدو مصممة على الحفاظ على سيادتها وأدوات قوتها التي تعتبرها ضرورية للدفاع عن نفسها وعن حلفائها في المنطقة.
التحديات التي تواجه إيران ليست فقط في الجانب النووي، بل تمتد إلى قدراتها الصاروخية ودورها الإقليمي.
ذلك الدور الذي تعتبره الولايات المتحدة وإسرائيل تهديداً مباشراً لمصالحهما ويعملان على هدم هذا الدور.
من هنا، تظهر محاولات متكررة لإجبار إيران على التنازل عن هذه القدرات عبر المفاوضات أو العقوبات الاقتصادية أو حتى التهديدات العسكرية غير المباشرة.
سؤال هام
لكن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن لإيران أن تتخلى عن هذه الأدوات التي تعتبرها جزءاً من استراتيجيتها الدفاعية؟
الإجابة تبدو واضحة للعيان من خلال تحليل المواقف الإيرانية السابقة والحالية، المواقف التي لن تتزحزح عنها.
إيران، التي رفضت التنازل عن برنامجها النووي وصواريخها الباليستية حتى في ظل ضغوط شديدة، لن تكون مستعدة للتراجع الآن.
خاصة بعد أن نجحت في الحفاظ على قدراتها العسكرية رغم الحرب والتهديدات من جانب إسرائيل والولايات المتحدة.
الولايات المتحدة قد تغيرت استراتيجيتها من التهديد العسكري المباشر إلى استخدام أدوات ضغط دبلوماسية واقتصادية عبر شركائها الأوروبيين.
لكن هذا النهج يبدو أنه يواجه تحديات كبيرة، خاصة وأن إيران تدرك تماماً أن أي تنازل سيؤدي إلى فقدان قدرتها على مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية، فضلاً عن تأثير ذلك على حلفائها في المنطقة.
إيران ترى أن مشروع المقاومة الذي تبنته على مدى عقود يشكل خط الدفاع الأول ضد محاولات الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية.
وبالتالي، فإن التخلي عن هذا المشروع يعني فتح المجال أمام إسرائيل لتنفيذ خططها التوسعية دون أي مقاومة تذكر.
هذا الأمر يجعل من الصعب تصور قبول إيران بأي اتفاق يضعف قوتها العسكرية أو دورها الإقليمي.
في النهاية، يبدو أن إيران ستواصل نهجها المقاوم وسترفض أي محاولة لإجبارها على التخلي عن أدوات قوتها.
المفاوضات قد تستمر، لكن من الواضح أن طهران لن تستسلم لضغوط واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
بل ستسعى إلى تعزيز موقعها الإقليمي والدولي كقوة مستقلة قادرة على مواجهة التحديات.
اقرأ أيضًا:
Share this content:
إرسال التعليق