رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

تقرير من الأمم المتحدة جدير بالاهتمام حول صيد الأسماك الجائر في المحيطات

11 يونيو 2025 9:34 م 0 تعليق
تقرير من الأمم المتحدة عن صيد الأسماك في المحيطات
تقرير من الأمم المتحدة عن صيد الأسماك في المحيطات

الأمم المتحدة

أظهر تقرير صدر في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط في مدينة نيس الفرنسية أن 35 % من مخزونات الأسماك العالمية يتم صيدها بطريقة غير مستدام.

35 % هي حصة المخزون السمكي العالمي الذي يتم صيده الآن بشكل غير مستدام، إحصائية كانت حاضرة في اليوم الثالث لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيط الذي تحتضنه مدينة نيس الفرنسية.

وذلك من خلال تقرير جديد أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الأربعاء عن الصيد الجائر للأسماك.

إحصائية ذكَّرت بالضغط المتزايد على محيطات العالم بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ والإدارة غير المستدامة.

وقدم التقرير مانويل بارانج المدير العام المساعد للمنظمة، في مؤتمر صحفي على رصيف ميناء ليمبيا التاريخي بمدينة نيس الساحلية.

مستعرضا لمحة عالمية مفصلة عن كيفية استنزاف النشاط البشري المستمر للمحيطات، وكيف يمكن للإدارة السليمة أن تعيد المحيطات إلى وضعها الطبيعي.

بينما قال بارانج في حوار مع أخبار الأمم المتحدة قبيل إصدار التقرير: “إذا استخدمنا مقارنة مصرفية، فإننا نستخرج أكثر مما يمنحنا إياه البنك من فوائد، نحن نستنزف أعداد الأسماك”.

التقرير يحمل عنوان “استعراض حالة موارد مصائد الأسماك البحرية العالمية 2025″، وهو يستند إلى بيانات من 2570 نوعا من مخزونات الأسماك البحرية.

يرسم التقرير صورة معقدة: فبينما يستغل أكثر من ثلث المخزونات استغلالا مفرطا.

فإن 77 % من الأسماك المستهلكة عالميا لا تزال تأتي من مصادر مستدامة بفضل زيادة إنتاجية مصائد الأسماك المدارة جيدا.

وعلق بارانج على هذه البيانات بالقول: “تفلح الإدارة (الناجحة)، نحن نعرف كيف نعيد بناء الأرصدة السمكية”.

لا تزال التفاوتات الإقليمية صارخة، ففي ساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة وكندا، يتم صيد أكثر من 90 % من المخزونات السمكية بشكل مستدام.

بينما في أستراليا ونيوزيلندا، تتجاوز هذه النسبة 85 % وفي القارة القطبية الجنوبية حيث لوائح دولية صارمة، تصل هذه النسبة إلى 100 %.

ولكن على طول ساحل شمال غرب أفريقيا، من المغرب إلى خليج غينيا، يتعرض أكثر من نصف المخزونات السمكية للصيد الجائر، مع وجود مؤشرات ضئيلة على التعافي.

ويعاني البحر المتوسط من وضع أسوأ، إذ إن 65 % من المخزونات السمكية هناك غير مستدامة.

ومع ذلك، هناك مؤشر إيجابي، فقد انخفض عدد قوارب الصيد في تلك المنطقة بنحو الثلث خلال العقد الماضي، مما يبشر باستشعار تأثير التحولات في السياسات.

يرى المسؤول الأممي أن الدرس واضح، وهو أنه حيثما توجد أنظمة إدارة مدعومة بالموارد، تتعافى المخزونات السمكية.

لكن الإدارة القائمة على العلم مكلفة، حيث قال بارانج إن “بعض المناطق لا تستطيع تحمل تكاليف البنية التحتية اللازمة للمراقبة والرصد، والعلم اللازم، والمؤسسات اللازمة”.

وأضاف: “علينا بناء قدرات المناطق التي لا تحقق أداء جيدا. ليس لإلقاء اللوم عليها، بل لفهم أسباب ضعف أدائها ودعمها في إعادة بناء المخزونات السمكية”.

لعل أسماك التونة أوضح مثال على الانتعاش، فبعد أن كانت على حافة الهاوية، حققت تلك الأسماك انتعاشا ملحوظا.

واليوم، يتم صيد 87 % من مخزونات التونة الرئيسية بشكل مستدام، وتأتي 99 % من السوق العالمية من هذه المخزونات.

وقال بارانج: “هذا تحول بالغ الأهمية. ولأننا أخذنا الإدارة على محمل الجد، فقد أنشأنا أنظمة رصد وإدارة وامتثال”.

ومن المرجح أن تشكل النتائج الكاملة الواردة في تقرير الفاو الجديد مناقشات السياسات لما هو أبعد من نيس.

فقد عملت المنظمة عن كثب مع 25 منظمة إقليمية لإدارة مصائد الأسماك لتعزيز المساءلة والإصلاح.

ويعتقد بارانج أن هذا النموذج قابل للتكرار إذا توافرت الإرادة السياسية.

بينما أفادت التقارير بأن الدول قد اختتمت المفاوضات بشأن الإعلان السياسي المتوقع اعتماده يوم الجمعة في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط.

سيشكل الإعلان جزءا من خطة عمل نيس للمحيطات، ويهدف إلى التوافق مع إطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.

وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2022 لحماية 30  % من أراضي ومحيطات الكوكب بحلول عام 2030.

ومع ارتفاع درجات الحرارة مجددا فوق أرصفة نيس الحجرية، وهي مدينة تقع في واحدة من أكثر مناطق أوروبا تأثرا بتغير المناخ، احتلت مصائد الأسماك المستدامة مركز الصدارة داخل قاعات المؤتمرات.

فقد ركزت لجان العمل على دعم صغار الصيادين والنهوض باقتصادات المحيطات الشاملة.

حيث سبر المشاركون أغوار الكيفية التي يمكن بها مواءمة أهداف الحماية والعدالة الاجتماعية، لا سيما في المناطق التي يعتمد فيها الملايين على صيد الأسماك من أجل البقاء.

بينما قال بارانج: “هناك 600 مليون شخص حول العالم يعتمدون في معيشتهم على مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية.

في بعض البلدان، تعد الحيوانات المائية المصدر الرئيسي للبروتين. لسنا بمعزل عن المحيط، بل نحن جزء منه”.

ومع اقتراب نهاية المؤتمر، يسلط تقرير الفاو الضوء على أهمية المحيط، حيث لا يزال ثلث المخزون السمكي تحت ضغط شديد.

لكن البيانات تقدم أيضا ما قد يكون مبهما في مجال المناخ والتنوع البيولوجي، وهو الدليل على أن التعافي ممكن.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري