
كتب: طه عبد السميع
زيارة المقابر من السنن المستحبة التي وصى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر، ما حكمه؟
جاء في الشرع استحباب زيارة المقابر في بعض الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما في الزيارة فيها من وافر الثواب وجزيل العطاء، وقبول الدعاء؛ كيوم الجمعة.
فقد تواردت النصوص الشرعية أنَّ مَن زار قبر أبويه كلّ جمعة غفِرَ له وكتبَ بارًًّا.
حكم زيارة المقابر
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كلِّ جمعَةٍ غفِرَ لَه، وَكتِبَ بَرًّا» أخرجه الطبراني في “المعجم الأوسط”.
وعن ابن عيينة عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: “كَانَت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تَزور قَبْرَ حَمْزَةَ كلَّ جمعَةٍ” أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في “المصنف”.
بينما قال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته “رد المحتار على الدر المختار” (2/ 242، ط. دار الفكر):
[(قوله: وبزيارة القبور): أي لا بأس بها، بل تندب.. وتزَار في كل أسبوع كما في “مختارات النوازل”.
بينما قال في “شرح لباب المناسك”: إلا أنَّ الأفضل يوم الجمعة والسبت والاثنين والخميس، فقد قال محمد بن واسع: الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، فتحصل أن يوم الجمعة أفضل] اهـ.
وقال الشيخ العدوي المالكي في “حاشيته على شرح مختصر خليل” (2/ 135، ط. دار الفكر):
[(قوله: أو في التعيين كيوم الجمعة) انظره مع ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ كلِّ جمعَةٍ غفِرَ لَه، وَكتِبَ بَرًّا».
وعن بعضهم أنَّ الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، وعن بعضهم: عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس.
توقيت الزيارة
بينما قال القرطبي: ولذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة يوم السبت فيما ذكر العلماء.
وذكر في “البيان”: قد جاء أنَّ الأرواح بأفنية القبور، وأنها تطلع برؤيتها، وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس والجمعة وليلة السبت.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اقرأ أيضًا:
Share this content:
إرسال التعليق