سمية زين العابدين تكتب: تحديات إقليمية في منطقة ملتهبة

لا شك أن مصر تواجه تحديات إقليمية هائلة في محيطها الإقليمي والدولي، حيث تتعدد الأطراف المتنافسة والمصالح المتضاربة التي تسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية على حساب استقرار المنطقة.

هذه الأخطار تأتي نتيجة للصراعات التي تشهدها دول الجوار، بالإضافة إلى الأطماع الخارجية التي تستهدف موارد المنطقة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي.

تحديات بالجملة

المنطقة مليئة بالتوترات السياسية والطائفية، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، علاوة على وضع مصر أمام تحديات كبيرة تتطلب حكمة وحنكة في التعامل مع هذه القضايا.

الحفاظ على الأمن القومي والاستقرار الداخلي يعد أولوية قصوى لمواجهة هذه الأخطار، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الدول الصديقة والشريكة لتحقيق التوازن في المنطقة.

فمصر تمتلك تاريخًا طويلًا من القدرة على الصمود أمام التحديات، بفضل موقعها الاستراتيجي ودورها المحوري في العالم العربي والإفريقي.

ومع ذلك، فإن هذه المرحلة تتطلب رؤية واضحة واستراتيجية لمواجهة التحديات الهائلة التي تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي.

بالنسبة إلى الصراع الإيراني مع الكيان الصهيوني، فإن تداعياته تمتد لتشمل الأمن القومي المصري، حيث يتحتم على مصر أن تكون حريصة على حماية مصالحها القومية.

بينما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة التي تعاني من حصار خانق وعمليات قتل ودمار وتهجير مستمر، في ظل صمت المجتمع الدولي.

هذه الأوضاع تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني وتضع مسؤولية كبيرة على دول الجوار – ومن بينها مصر- من أجل دعم القضية الفلسطينية.

الوضع الإفريقي

وفي ليبيا، حالة عدم الاستقرار الأمني تلقي بظلالها على دول الجوار – ومن بينها مصر أيضًا – مما يجعل الحاجة إلى حلول سياسية عاجلة أمرًا ضروريًا.

أما في القرن الإفريقي، فالتوترات السياسية والنزاعات المسلحة تهدد استقرار المنطقة، وتلقي بآثارها السلبية على دول الجوار، ومنها مصر بالطبع.

بينما الأزمة في السودان وما يتبعها من نزوح للسودانيين إلى الأراضي المصرية يشكل ضغطًا إضافيًا على الاقتصاد المصري وعلى البنية التحتية.

وفي جنوب البحر الأحمر، يشكل تهديد الحوثيين للملاحة البحرية تحديًا كبيرًا يؤثر على حركة التجارة الدولية وإيرادات قناة السويس، والتي تعد شريانًا اقتصاديًا مهمًا لمصر.

ورغم التحديات الهائلة يصبح الأمل قائمًا في قدرة مصر على تجاوز هذه الأزمات بفضل حكمة قيادتها ووعي شعبها.