رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

هروب الأسد .. وتحييد إيران بالمنطقة

سمية زين العابدين .. وهروب بشار الأسد
سمية زين العابدين .. وهروب بشار الأسد

بقلم: سمية زين العابدين

لقد كان في هروب بشار الأسد، وتغيير معادلة موازين القوى في المنطقة، من الامور التي ألقت بظلالها القاتمة على بعض القوى الأخرى، وفي نفس الوقت كان ذلك في صالحها بغير تمعن أو تفكير.

والشرق الأوسط يشهد تطورات متسارعة تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي والإنساني في المنطقة، وهناك حراك عالمي، فيما يخص هذه البقعة الساخنة من العالم.

كما أن العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان مثل تصعيدًا خطيرًا يزيد من معاناة المدنيين ويعمق الأزمة الإنسانية، ومحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على القطاع.

نرجع إلى سوريا، ونجد أن في هروب بشار الأسد بعد فترة حكم طويلة يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل إيران في المنطقة.

علاوة على ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى تغيير حقيقي في المشهد السياسي السوري.

العلاقة الاستراتيجية بين إيران والنظام السوري بقيادة بشار الأسد، كانت قوية للغاية، وتأثير سقوط هذا النظام على إيران وحلفائها في المنطقة كان عظيمًا.

فإيران تعتبر سوريا تحت حكم بشار الأسد حليفًا استراتيجيًا ومحورًا هامًا لتمرير الدعم إلى حلفائها مثل حزب الله في لبنان.

وسقوط النظام السوري سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في توازن القوى في المنطقة، وسيضعف نفوذ إيران بشكل كبير، خاصة بعد تراجع تأثيرها في غزة ولبنان.

لذلك، كانت إيران ترى في دعم النظام السوري فرصة للحفاظ على نفوذها الإقليمي وتعويض خسائرها السابقة.

إيران كانت تعتبر نظام شار جزء من محور المقاومة، حيث كان يلعب دورًا حيويًا في تسهيل تصنيع ونقل الأسلحة الإيرانية.

والمخاطر التي نجمت عن سقوط نظام بشار الأسد، بما في ذلك فقدان إيران للقدرة على الوصول إلى البحر المتوسط، سيؤدي حتمًا إلى تقليص الدعم العسكري لحزب الله والجماعات المسلحة في غزة ولبنان.

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لعبت إيران دوراً محورياً في دعم نظام بشار الأسد لمواجهة المعارضة السورية.

قدمت إيران دعماً سياسياً ولوجستياً واستخباراتياً مكثفاً، حيث قامت بتدريب عشرات الآلاف من المقاتلين المنتمين إلى فصائلها المسلحة لتعويض النقص في القوات السورية.

كما أرسل حزب الله اللبناني، الذي يعتبر الذراع العسكري لإيران في لبنان، قواته لدعم النظام السوري، خاصة في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

إضافة إلى ذلك، كثّفت إيران من دعمها العسكري عبر إرسال شحنات أسلحة وزيادة عدد مستشاريها العسكريين في سوريا، خصوصاً بعد المكاسب السريعة التي حققتها قوات المعارضة.

 كما عزز حزب الله تواجده في سوريا بهدف منع المعارضة من السيطرة على مواقع استراتيجية مثل مدينة حمص، التي كانت تمثل أهمية كبيرة للنظام السوري في تلك المرحلة الحرجة.

ولا شك أن في هروب بشار الأسد، سيشكل ضربة كبيرة لإيران وحلفائها في المنطقة، خاصة حزب الله، حيث تعتمد طهران بشكل كبير على النظام السوري كجسر استراتيجي لدعم نفوذها الإقليمي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا، التي كانت أحد أبرز حلفاء الأسد وداعميه في مواجهة التحديات المتعددة، ستواجه خسارة استراتيجية كبيرة في المنطقة.

من جهة أخرى، قد تعتبر إسرائيل هذا التطور مكسباً استراتيجياً كبيراً، حيث سيؤدي إلى تقليص نفوذ إيران وإضعاف قدرتها على دعم حلفائها الإقليميين.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري