
كتب: صلاح هليل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في تقرير موسّع، تفاصيل عجز جهاز الشاباك في عملية استجواب مراسلة وكالة تسنيم الإيرانية في الضفة الغربية فرح أبو عياش .
وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء أن ذلك جاء في اعتراف غير مباشر بفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تقديم أي دليل يُدين الوكالة أو مراسلتها.
وجاء التقرير، الذي نشرته الصحيفة العبرية تحت ضغط الرأي العام والانتقادات الإعلامية، ردًا على الجدل الواسع المثار حول الاعتقال غير القانوني لفرح أبو عياش.
تلك الإعلامية التي احتُجزت لأربعة أشهر في ظروف قاسية شملت الحبس الانفرادي والتعذيب النفسي والجسدي.
وحمل تقرير «يديعوت أحرونوت» عنوانًا مثيرًا للجدل ” هكذا هزمت الصحفية التابعة لإيران .. نظرة داخل غرفة التحقيق.
في محاولة لإيهام القارئ بوجود إنجاز أمني للشاباك، غير أن مضمون التحقيق جاء مغايرًا تمامًا للعنوان.
ليؤكد أن الاستجواب لم يفضِ إلى أي معلومات استثنائية، وأن الملف برمته يفتقر إلى الأساس القانوني.
رد قاسي
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فقد سأل أحد ضباط الشاباك المراسلة بالعربية: هل تعلمين أن إيران دولة معادية لإسرائيل؟.
لتجيبه بعبارة لافتة: «عدوي هو من يجوّع مليوني إنسان وأطفال غزة»، في رد وصفته مصادر إعلامية بالشجاع، خاصة أنها أدلت به وهي رهن الاحتجاز القاسي.
وأضاف التقرير أن ضابط الاستخبارات حاول استخدام محادثات هاتفية بين المراسلة وهيئة تحرير الوكالة كدليل إدانة.
إلا أن أبو عياش ردّت قائلة: «ليس لدي ما أخفيه .. كل ما قمت به هو عمل إعلامي علني مقابل أجر معلوم».
مؤكدة أن جميع المواد المنشورة كانت متاحة على الموقع الرسمي للوكالة.
وادعت الصحيفة، نقلًا عن الشاباك، أن تلقي المراسلة أجرًا ماليًا مقابل تقاريرها يثبت «نشاطًا غير إعلامي».
وهو ما اعتبره متابعون ادعاءً واهيًا، لا سيما أن المحتوى المنشور كان متاحًا للجمهور، ولا يحمل أي طابع سري أو استخباراتي.
كما تجاهل التقرير، وفق مراقبين، حقيقة أن المستحقات المالية لا تخص المراسلة وحدها، بل تشمل فريق العمل الإعلامي من تصوير ومونتاج، ما يعكس ـ بحسب وصفهم ـ «فراغ الملف من أي رواية مقنعة».
القضية الأولى من نوعها
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن محقق الشاباك نسيم هايك قوله إن القضية «الأولى من نوعها»، متحدثًا عن «صحفية فلسطينية تعمل لوكالة إيرانية في الضفة الغربية».
وذلك في توصيف اعتبره قانونيون متناقضًا مع واقع عمل الصحفية وسجلها المهني المعروف.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرح أبو عياش تحمل شهادة بكالوريوس في الاتصال، وتمتلك بطاقة صحفية دولية.
وعملت سابقًا في مؤسسات إعلامية فلسطينية معروفة، ما يعزز ـ وفق متابعين ـ الطابع المهني لعملها وينسف مزاعم التجسس.
ويرى مراقبون أن القضية برمتها تعكس محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لتغطية إخفاقاته الاستخباراتية، عبر استهداف صحفية شابة بأساليب قمعية.
في ظل غياب أي دليل قانوني يدعم اتهاماته، مؤكدين أن التقرير نفسه شكّل اعترافًا ضمنيًا بعجز الشاباك عن بناء ملف إدانة حقيقي.
Share this content:















إرسال التعليق