رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

طهران ترسم ملامح الإجماع الإقليمي حول أفغانستان/ أمنٌ بلا قواعد أجنبية وبلا عقوبات

15 ديسمبر 2025 10:58 ص 0 تعليق
الإجتماع الإقليمي حول أفغانستان بطهران – صورة من "مهر"
الإجتماع الإقليمي حول أفغانستان بطهران – صورة من “مهر”

كتب: عمر الدالي

في طهران، حيث اجتمع ثقل الجغرافيا مع هواجس الأمن، أغلقت دول الجوار الأفغاني اجتماع ممثليها الخاصين بإعلان مجموعة من التفاهمات التي تعكس رغبة إقليمية في إدارة الملف الأفغاني.

وذلك بأدوات المنطقة نفسها، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، فالاجتماع، الذي عقد يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2025، جمع ممثلي إيران بصفتها الدولة المضيفة.

إضافة إلى جانب باكستان، والصين، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وروسيا.

وخلاله، استعرض المشاركون آخر التطورات على الساحة الأفغانية، قبل أن يتفقوا على خطوط عريضة للتعامل مع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

الرسالة الأولى التي خرج بها الاجتماع كانت واضحة: الحل في أفغانستان يجب أن يكون إقليميًا.

فقد أكدت الدول المشاركة على مبدأ التكامل الإقليمي، وعلى مركزية دور دول الجوار في معالجة القضايا العالقة.

معتبرة أن استقرار أفغانستان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة ككل، دون فصل المعطيات الأمنية لدول الجوار.

وشددت الدول على أهمية تعزيز الاستقرار داخل أفغانستان، مع إعلان استعدادها لتقديم المساعدة متى ما طلبت كابول ذلك.

وذلك في إشارة إلى دعم مشروط يقوم على الاحتياجات الفعلية لا على الإملاءات.

اقتصاديًا، بدا القلق حاضرًا بوضوح. إذ أكدت الدول المشاركة ضرورة استمرار العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أفغانستان، ودمجها في العمليات السياسية والاقتصادية الإقليمية.

باعتبار ذلك مدخلًا أساسيًا لتحسين معيشة الشعب الأفغاني، وتخفيف حدة الأزمات الإنسانية.

أما على الصعيد الأمني، فقد عبّرت الدول عن مخاوفها من التحديات القائمة، مؤكدة استعدادها لمساعدة أفغانستان في مكافحة الإرهاب، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر.

في وقت جددت فيه رفضها القاطع لأي محاولات لإقامة وجود عسكري أجنبي داخل الأراضي الأفغانية.

وفي لهجة تحمل انتقادًا مبطنًا، حمّلت الدول المجتمع الدولي مسؤولية رفع العقوبات المفروضة على أفغانستان، والإفراج عن أصولها المجمدة.

واعتبر البيان أن استمرار هذه السياسات يعمّق الأزمات بدلًا من حلها.

كما شددت على مسؤولية الأطراف التي كانت سببًا في الوضع الراهن في المساهمة بإعادة الإعمار، دون استخدام الملف الأفغاني كورقة ضغط سياسية.

البيان لم يغفل البعد الإنساني، إذ دعت الدول المنظمات الدولية إلى دعم عودة اللاجئين الأفغان من دول الجوار، وتوفير الظروف اللازمة لعودتهم الطوعية والآمنة والكريمة.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أيدت الدول كل الجهود الرامية إلى خفض التوتر بين أفغانستان وباكستان.

مع استعدادها للمساهمة في دعم هذه المساعي، داعية البلدين في الوقت نفسه إلى العودة لطاولة المفاوضات وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.

وعلى مستوى الخطوات المقبلة، اتفقت الدول على عقد الاجتماع الخامس لوزراء خارجية دول الجوار الأفغاني في أقرب وقت ممكن في عشق آباد بتركمانستان.

كما رحبت باستعداد باكستان لاستضافة الجولة الثانية من اجتماع الممثلين الخاصين في إسلام آباد خلال مارس من العام المقبل.

هكذا، خرج اجتماع طهران بتوافق إقليمي يحاول تثبيت معادلة جديدة: أفغانستان مستقرة، بلا عزلة اقتصادية.

بالإضافة إلى عدم وجود قواعد عسكرية أجنبية، في انتظار ما ستسفر عنه الخطوات القادمة.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري