
كتب: باسم حسن
مذيعة القناة العربية، المثيرة للجدل، تردد اسمها كثيرًا في الأوساط الإعلامية العربية، بعد لقائها مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
ويبرز سؤال هام، هل يمكن اتهام الصحفي أو الإعلامي العربي بالخيانة والعمالة، لأنه قرر أن يلتقي مسؤولاً رسمياً إسرائيلياً ؟
تلك هي القضية المثارة للنقاش، بعد أن تم تكليف مذيعة وإعلامية تعمل في قناة العربية، بإجراء مقابلة مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
مذيعة العربية في موقف صعب
الإعلامية اللبنانية ليال الاختيار، وجدت نفسها في موقف صعب، بعد إجرائها مقابلة مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر قناة العربية.
مما أثار غضباً واسعاً في بعض الأوساط اللبنانية والعربي، خاصة تلك المقربة من حزب الله.
ونتيجة لذلك، تم تقديم شكوى ضدها، تتعلق بمخالفتها قانون مقاطعة إسرائيل.
بعد فترة من بقائها في دبي لتجنب التوترات، عادت ليال إلى لبنان في 22 يناير الحالي، حيث تم توقيفها في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، من قبل الأجهزة الأمنية.
وتمت إحالتها إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت، فادي صوان، للتحقيق معها بناءً على ادعاء النيابة العامة العسكرية.
هذا الموقف يعكس التحديات التي تواجه الإعلاميين، في مناطق النزاع والتوتر السياسي.
خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة، مثل التعامل مع شخصيات أو جهات مثيرة للجدل.
تم إخلاء سبيل ليال الاختيار بقرار من القاضي، مع إبقائها رهن التحقيق بعد دفع كفالة مالية بقيمة 50 مليون ليرة.
المذيعة في المحكمة
وكانت ليال قد توجهت مباشرة من المطار إلى المحكمة العسكرية، حيث مكتب القاضي صوان الذي استدعاها للتحقيق مسبقًا، بعد تبليغها عن طريق أحد وكلائها.
جاءت هذه التطورات، بعد استضافة ليال للناطق باسم الجيش الإسرائيلي، حيث نادته بـأستاذ أفيخاي.
مما أثار موجة من الانتقادات والهجوم عليها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على غزة والشعب الفلسطيني.
وقد دفعتها هذه الانتقادات، للإعلان حينها بأنها لن تتمكن من زيارة لبنان، على الأقل في الوقت الحالي.
اهتمام الصحافة الإسرائيلية
الأحداث المذكورة تشير إلى قضية أثارت اهتمامًا واسعًا في الصحافة الإسرائيلية، حيث تم اعتقال الصحفية اللبنانية ليال الاختيار، بعد عودتها إلى بيروت.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، فإن سبب الاعتقال يعود إلى مقابلة أجرتها مع المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، العقيد أفيخاي أدرعي، باللغة العربية في أكتوبر 2023، وذلك عقب الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة.
المقابلة التي بثتها قناة العربية، المملوكة للدولة السعودية، أثارت جدلًا واسعًا في لبنان، حيث اعتُبرت انتهاكًا لقانون مقاطعة إسرائيل.
وبعد بث المقابلة، أصدر المدعي العام العسكري اللبناني، مذكرة اعتقال بحق ليال الاختيار.
وذلك بناءً على اتهامات من مجموعة صحفيين لبنانيين، بالتواصل مع مسؤولين من دولة عدوة.
هذه القضية تسلط الضوء على التوترات السياسية والإعلامية في المنطقة، بسبب العداء الشديد مع الدولة اليهودية.
خاصة فيما يتعلق بالقوانين التي تحكم العلاقة مع إسرائيل، ودور الصحافة في تناول القضايا الحساسة.
المذيعة تعلق على شكوى حزب الله ضدها
وأشارت ليال الاختيار على تويتر، إلى أن أشخاصاً مرتبطين بحزب الله، تقدموا بشكوى ضدها بعد مقابلة أجرتها.
وصفت هذه الخطوة بأنها اضطهاد سياسي، وقمع قضائي لا علاقة له بالعدالة، على حد قولها.
وأكدت أن من يقف وراء هذه التحركات، يضرون بأنفسهم أخلاقياً ووطنياً، متهمين إياهم بنهب الدولة وإفلاس الشعب والتنازل عن سيادة الوطن.
كما شددت، على أنها لن تخاف ولن تتنازل عن حريتها وكرامتها وقناعاتها، مؤكدة انتماءها للبنان والعالم العربي بشكل دائم.
وقالت أيضاً: أجريت المقابلة بكل احترام، وطرحت كل الأسئلة اللازمة، وأنهيت المقابلة، هذا كل شيء، لا أكثر.
لم أشيد به، لكنني لم أهينه أيضًا، الصحفي المحترم يحترم ضيفه، مهما كان، حتى لو كان من المعارضة.
قناة العربية تدافع عن الاختيار
وأيدت قناة العربية في بيان لها في نوفمبر 2023، ما تعرضت له ليال الاختيار.
قائلة: إن ما تتعرض له زميلتنا ليال الاختيار اليوم، يشكل هجوماً على الصحافة وقيمها.
بالإضافة إلى محاولة ترهيب الصحفيين، لمنعهم من إجراء المقابلات المهنية والتغطية الإخبارية المتوازنة.
وبحسب صحيفة نداء الوطن اللبنانية، فإن قناة العربية طلبت من “الإختيار” إجراء المقابلة، وأكدت خلال التحقيق معها أنها لا تستطيع رفض التكليف.
وبعد المقابلة، أصدر الحزب الديمقراطي الاجتماعي اللبناني، بياناً عبر قسمه الإعلامي أدان فيه الحملة الإلكترونية التي يشنها حزب الله لتقويض حياة الصحفيين الأحرار واللبنانيين.
الذين يرفضون جر بلادهم إلى الحرب، كما جاءت العديد من الدعوات لاعتقال الإختيار من حزب الله وأنصاره.
الاختيار تهاجم منتقديها
وكتبت الاختيار على صفحتها الشخصية، بموقع إكس بعد إطلاق سراحها: كفى استهتاراً واعتداءً على الناس وكرامتهم، الإسرائيليون على الحدود، وليس في جميرا أو الدورة أو الدكوانة.
المذيعة تلتقي رئيس لبنان
وعقب الإفراج عنها بكفالة مالية، زارت الإعلامية ليال الاختيار رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون.
وبعد اللقاء نشرت صورة جمعتها به عبر إنستغرام، وتوجّهت بالشكر له، حيثُ كتبت: فخامة الوطن.. شكرًا.
نقلًا عن إيلاف
اقرأ أيضًا:
Share this content:
إرسال التعليق