رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

ميليشيا ليبية تفتح ملف أبو عجيلة الحبشي الذي اختفى قبل 13 عاماً

6 يوليو 2025 6:27 م 0 تعليق
العقيد الليبي أبو عجيلة الحبشي (صفحات ليبية على وسائل التواصل)
العقيد الليبي أبو عجيلة الحبشي (صفحات ليبية على وسائل التواصل)

أ ش أ

أعادت ميليشيا قوة الردع الخاصة الليبية فتح ملف اختفاء العقيد أبو عجيلة الحبشي، قائد «كتيبة الأوفياء» التي قاتلت ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.

وذلك حين نقلت في مقطع فيديو شهادات سجناء ينتمون إلى «مجموعات متطرفة»، قالوا إنهم «كانوا على صلة بالواقعة» التي حدثت قبل 13 عاماً.

والحبشي هو عقيد سابق في الجيش الليبي، أمضى سنوات في السجن بتهمة محاولة الانقلاب على القذافي عام 1993، وقاتل ضمن المعارضة المسلحة بعد «ثورة 17 فبراير».

لكنه اختفى في الثالث من يونيو (حزيران) 2012، ولا يعرف منذ ذلك الحين من خطفه ولا ما مصيره.

وبحسب ما ورد في الفيديو الذي عرضته «قوة الردع»، فقد اختطف الحبشي بعد تكليفه بمهمة من قبل رئاسة الأركان التابعة لوزارة الدفاع التي تولت مهامها عقب انهيار نظام القذافي.

ولفت المتحدثون في الفيديو إلى أن عناصر من «اللجنة الأمنية العليا» في طرابلس آنذاك اقتادوا الحبشي إلى «فيلا» في حي الأندلس، قبل نقله إلى بنغازي خشية أي تحركات من جانب كتيبته أو محاولة السيطرة على مطار طرابلس.

والشهادات التي بثتها «قوة الردع» تضمنت حديثاً عن قيام شخص يدعى صالح العامري بتسليم الحبشي إلى مسلحيْن، هما عبد الباسط الساحلي المنتمي إلى «سرايا الدفاع عن بنغازي»، وعمر البركي من «أنصار الشريعة»، وقد قتلا في عامي 2015 و2016.

وأشارت «قوة الردع» في الفيديو إلى أن آخر ظهور للحبشي كان داخل «كتيبة راف الله السحاتي» في بنغازي، وهي التي قضى «الجيش الوطني» الليبي على عناصرها في حرب «تحرير» المدينة قبل 10 سنوات.

ويقول مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف بوفردة، إن عناصر «الردع» يحاولون عبر عرض هذا الفيديو «تقديم أنفسهم على أنهم رقم صعب في المشهد الأمني والعسكري بالعاصمة».

ويصف بوفردة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، هذا الفيديو بأنه «رسالة تحاول (قوة الردع) تصديرها لحكومة (الوحدة الوطنية) المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في ظل استمرار إشارات التصعيد المحتمل مع المجموعات المسلحة الموالية للحكومة التي تتمسك بالقضاء على هذه الميليشيا».

ويضيف أن الأمر يبدو «وكأن ميليشيا (الردع) تعلق القضية في رقبة أموات، لتقيَّد ضد مجهول».

وفي رأيه أن هذا التسجيل لا يحمل جديداً، بل إنه «عقَّد المشهد أكثر مما كشف من حقائق، وفتح باباً جديداً للتساؤلات عن مصير الحبشي».

ويعتقد بوفردة بوجود «شخصيات متهمة في هذه القضية ولم تأتِ (الردع) على ذكرها، بوصفها منخرطة مع القوة التي يترأسها عبد الرؤوف كارة في تحالفات عسكرية وأمنية في مواجهة حكومة الوحدة».

واختتم حديثه قائلاً إن «الردع» تخوض «محاولة أخيرة لحشد الشارع الليبي والمجتمع الدولي للالتفاف حولها، رغم إدراكها بالتقاء الإرادة المحلية والدولية بتفكيكها».

من جانبه، وصف نجل أبو عجيلة الحبشي الفيديو الذي نشرته «الردع» بأنه «مفبرَك ومضلل»، وقال لقناة «الحدث» في ليبيا إن هذا الإجراء «يهدف للتستر على الجناة الفعليين داخل الميليشيا».

ومع استمرار الغموض حول مصير الحبشي، لا يجد الباحث السياسي محمد قشوط تفسيراً لذلك سوى عدّه جزءاً من «مشروع متكامل استهدف كبار القيادات العسكرية ممن كان يخشى أن يعيدوا للمؤسسة العسكرية دورها».

ويلحظ قشوط تشابهاً بين «سيناريو استدراج وخطف الحبشي»، وواقعة اغتيال قائد قوات المعارضة اللواء عبد الفتاح يونس واثنين من مرافقيه.

وكان يونس ضمن الدائرة المقربة من القذافي، قبل أن ينشق في بداية «ثورة فبراير» 2011.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري