رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

هناك من يسأل: ما حكم من يترك صلاة الجمعة بدون عذر؟.. الإفتاء المصرية تُجيب

24 أكتوبر 2025 10:10 ص 0 تعليق
حكم من ترك صلاة الجمعة
حكم من ترك صلاة الجمعة

كتب: طه عبد السميع

قد يسأل البعض عن حكم من ترك صلاة الجمعة بدون عذر مقبول، سؤال هام يسأله العديد من المواطنين لدار الإفتاء المصرية، لما لهذه الصلاة من أهمية بالغة في نفوس المسلمين كافة.

ويأتي هذا السؤال لحرص الناس على دينهم، فالكثيرين منهم يتتبعون الخير فيعملوه، ويتقون شر الأعمال التي تبعدهم عن الله عز وجل.

حيث الصلاة هي عماد الدين، فمن أقام الصلاة حق قيامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، هكذا علمنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

علاوة على ذلك، أنها ثاني ركن من أركان الإسلام، وبالإضافة إلى أن هناك من الأحاديث النبوية التي تدل على أهمية أداءها، بالكيفية المطلوبة.

لذلك، فيوم الجمعة هو يوم عيد للمسلمين، علاوة على ذلك، فهي من الصلوات الهامة، التي يجب على المرء المسلم القيام بها، على أكمل وجه.

بالإضافة إلى أنها لها أهمية بالغة، فمن تخلف عنها فقد حرم خيرًا كثيرًا، والبعض يتساءل:

أولاً، صلاة الجمعة شعيرة من أهم شعائر الدين لا يجوز التخلّف عنها إلا لعذر شرعي، إذ يقول الله تبارك وتعالى:

﴿يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنوا إِذَا نودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجمعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَروا الْبَيْعَ﴾ [الجمعة: 9] .

والدارقطني أخرج في سننه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

مَنْ كَانَ يؤْمِن بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر،ِ فَعَلَيْهِ الْجمعَة يَوْمَ الْجمعَةِ، إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيٌّ أَوْ مَمْلوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى، بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى الله عَنْه، وَالله غَنِيٌّ حَمِيدٌ.

ومَن تخلَّف عنها لغير عذر كان آثمًا، لما سبق من الأدلة، ولما رواه الإمام مسلم في “صحيحه” أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِم الْجمعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ الله عَلَى قلوبِهِمْ، ثمَّ لَيَكوننَّ مِنَ الْغَافِلِينَ).

صلاة الجمعة هي من أعظم العبادات في الإسلام، وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم.

تحمل صلاة الجمعة فوائد عظيمة تتجلى في تعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين.

حيث يلتقون في مكان واحد ويستمعون إلى خطبة الجمعة التي تحمل الموعظة والنصح والتوجيه الديني والاجتماعي.

كما أنها تذكّر المسلم بأهمية العبادة الجماعية وتخصيص وقت لله وسط مشاغل الحياة اليومية.

تسهم صلاة الجمعة كذلك في تحقيق الانضباط والالتزام، فهي تعلم المسلم احترام الوقت والمواعيد، وتمنحه فرصة للتقرب إلى الله.

مما يبعث في نفسه السكينة والطمأنينة ويخفف عنه هموم الدنيا، علاوة على مرضاة الله سبحانه وتعالى.

ومن الجوانب المهمة لصلاة الجمعة أنها تقي المسلم من الغفلة وتذكّره بواجبه نحو ربه ومجتمعه.

كما أنها فرصة لتجديد العهد مع الله والتوبة من الذنوب والرجوع إلى الأعمال الصالحة.

تركها بدون عذر شرعي يعد أمرًا خطيرًا قد يعرض المسلم لعقاب الله، وهو ما يستوجب الحذر والالتزام بأداء هذه الفريضة العظيمة.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري