
كتب: صلاح هليل
أطلقت وكالة ناسا للفضاء تحذيراً حول تأثير ظاهرة كونية تعرف باسم الانحراف في جنوب المحيط الأطلسي “شذوذ جنوب المحيط الأطلسي – SAA”.
وتعتبر ظاهرة “الانحراف في جنوب المحيط الأطلسي” (SAA) واحدة من أكثر الظواهر الغامضة التي تثير اهتمام العلماء في مجال الفيزياء الأرضية.
هذه الظاهرة تمثل ضعفاً كبيراً في المجال المغناطيسي للأرض، وهي منطقة تقع فوق قارة أمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي الجنوبي.
تفسير وكالة ناسا
هذا الضعف يسمح للجسيمات عالية الطاقة القادمة من الشمس باختراق الدرع المغناطيسي للأرض والاقتراب بشكل خطير من السطح.
**الأسباب المحتملة للظاهرة:**
يعتقد العلماء أن السبب وراء هذه الظاهرة يعود إلى حركة المعادن المنصهرة داخل نواة الأرض.
هذه الحركات تؤثر على تكوين المجال المغناطيسي للأرض، حيث تظهر بوضوح في منطقة “الكتلة الأفريقية ذات التحكم المغناطيسي”، والتي يبدو أنها تلعب دوراً في تشكيل المجال المغناطيسي.
**التأثيرات على التكنولوجيا:**
1. **الأقمار الصناعية:** الأقمار التي تمر عبر منطقة الانحراف المغناطيسي تتعرض لمستويات عالية من البروتونات والجسيمات المشحونة.
مما قد يؤدي إلى حدوث أعطال مؤقتة أو تلف دائم للأجهزة الحساسة.
2. **محطة الفضاء الدولية:** عندما تمر محطة الفضاء الدولية عبر هذه المنطقة، يضطر العلماء إلى إيقاف بعض الأجهزة لتجنب تعرضها للأضرار الناتجة عن الجسيمات المشحونة.
**التطورات المستقبلية:**
تشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة ليست ثابتة، بل إنها تتحرك نحو الشمال الغربي وتتوسع تدريجياً.
كما بدأت تنقسم إلى منطقتين منفصلتين، مما يجعل التنبؤ بمسارها وتأثيراتها أكثر تعقيداً.
**هل تؤدي إلى انقلاب الأقطاب المغناطيسية؟**
رغم أن هذه الظاهرة تثير مخاوف بشأن إمكانية حدوث انقلاب كامل في الأقطاب المغناطيسية للأرض، فإن العلماء يؤكدون أن هذا ليس بالضرورة نتيجة مباشرة لها.
ومع ذلك، فإن تأثيرها على التكنولوجيا الحديثة، مثل أنظمة الملاحة والمعلومات الرقمية، يجعل من الضروري مراقبتها ودراستها بشكل مستمر.
**التحديات والمخاطر:**
قد تؤثر هذه الظاهرة على دقة أنظمة الملاحة الجوية والبحرية.
يمكن أن تسبب أضراراً للأقمار الصناعية التي تعتمد عليها العديد من الخدمات اليومية مثل الاتصالات والطقس.
قد تؤثر على المشاهدة الفلكية بسبب التداخل مع الأجهزة الحساسة.
في النهاية، تعد ظاهرة “الانحراف في جنوب المحيط الأطلسي” تحدياً كبيراً أمام العلماء، حيث تتطلب المزيد من الدراسات لفهم أسبابها وتأثيراتها وكيفية التعامل معها بشكل فعال.
Share this content:
إرسال التعليق