رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

الدكتور محمد الحسيني يكتب: الصراع الإيراني الإسرائيلي .. هل نحن على أعتاب ” هيرمجيدون”

17 يونيو 2025 6:01 م 0 تعليق
د. محمد الحسيني
د. محمد الحسيني

التراشق بالصواريخ والغارات الجوية المكثفة يعكس تصاعد التوترات بين الجانبين، مع استهداف المنشآت النووية الإيرانية بشكل غير مسبوق من قبل إسرائيل، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد.

إيران بدورها أظهرت قدرات عسكرية جديدة من خلال استخدام صواريخ تطلق لأول مرة من ترسانتها الحربية، مما يشير إلى استعدادها للرد بقوة على أي تهديدات.

هذا التصعيد العسكري المستمر يضع المنطقة أمام سيناريوهات غامضة ومقلقة، حيث لا يمكن التنبؤ بتداعياته على المدى القريب أو البعيد.

الصراع في المنطقة يحمل أبعاداً معقدة ومتشابكة تجعل من احتمالية تمدده إلى دول أخرى أمراً وارداً، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المضطربة.

الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر لاعباً أساسياً في السياسة الدولية، قد تجد نفسها مضطرة للرد بقوة على أي عدوان إيراني محتمل، وهو ما قد يفتح الباب أمام تصعيد خطير يمتد تأثيره إلى مناطق واسعة.

إضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل دور الأذرع الإقليمية لإيران، مثل حزب الله في لبنان، الذي يعيش تحت ضغط اتفاقية هشة تخرق باستمرار من قبل إسرائيل.

هذا الوضع الهش يجعل لبنان في موقف صعب، حيث يحاول التمسك بالاستقرار رغم التحديات المفروضة عليه.

لكن إذا أجبرته الظروف على التدخل هو وحزب الله، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد خطير يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

على الجانب الآخر، الوضع في فلسطين وغزة تحديداً يشكل مصدر احتقان كبير ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضاً على مستوى العالم الإسلامي بأسره.

عربدة إسرائيل المستمرة وتجاهلها للحقوق الفلسطينية أدت إلى غضب واسع بين أكثر من ملياري مسلم.

هذا الغضب قد يتحول إلى رد فعل قوي إذا تدخل طرف جديد بالمعركة، مما يجعل المنطقة عرضة لتصفية حسابات إقليمية ودولية.

إن استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية وانتهاكاتها للقوانين الدولية والإنسانية يثير قلقًا عميقًا ويهدد بخلق تداعيات خطيرة في المنطقة.

إن تجاهلها للقيم الإنسانية واستمرارها في عمليات القتل والتدمير، خاصة في غزة، يظهر قسوة مفرطة وانعدامًا للضمير الإنساني.

والتنبؤات بزوال إسرائيل ليست جديدة، فقد أشار الشيخ أحمد ياسين رحمه الله إلى احتمال زوال الكيان الإسرائيلي بحلول عام 2027.

كما أن هناك تقارير وتحليلات أمريكية مخابراتية تطرقت إلى هذا الموضوع، ومنها تصريحات هنري كيسنجر التي توقعت نهاية إسرائيل مع بدايات العقد الحالي.

هذه التوقعات تظهر أن هناك إدراكًا عالميًا بأن السياسات الإسرائيلية الحالية قد تقود إلى نتائج اقليمية كارثية.

كل هذه الملابسات تجعلنا نفكر جديًا في أن الوضع الحالي قد يكون الشرارة الاولى لانفلات الصراع ليشمل أطرافًا عدة، وساعتها سينقلب الجميع إلى أداة وحشية في القتل والتدمير.

ومعركة هيرمجيدون هي الحلقة الأخيرة في الصراع على هذه الأرض، كما أخبرنا بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وهي معركة كبرى تعتبر من العلامات الكبرى ليوم القيامة وفقاً لما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.

تحدث هذه المعركة في نهاية الزمان بين قوى الخير والشر، ويقال إنها ستكون في منطقة قريبة من بلاد الشام، هذه المعركة تشير إلى صراع عظيم، حيث ستجتمع فيها قوى كثيرة من مختلف أنحاء العالم.

وأعتقد في قرارة نفسي أن هذه هي البداية، ولعلي أكون مخطئًا، أو تجاوزت بتصوراتي وأطلقت لها العنان في التصور والتخيل، ولكن الوضع الحالي لا ينبئ بأي خير.

فالاحتقان الذي ذرعه الكيان الصهيوني في الأرض المحتلة، ومشاهد تندى لها الإنسانية في قطاع غزة تحت سمع وبصر العالم، يجعل الحياة ليست ذات قيمة، والقيمة الفعلية لهذه الحياة هي نهاية بني صهيون مهما كلف الأمر.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري