
كتب: باسم حسن
السودان يواجه أزمة إنسانية وسياسية خطيرة، خاصة في مدينة الفاشر التي تعاني من حصار خانق دام أكثر من 500 يوم.
ووفق وسائل إعلام سودانية أن الحصار أدى إلى نقص حاد في الغذاء، الماء، والدواء، مما يهدد حياة السكان بشكل مباشر.
قوات الدعم السريع متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي الذي استهدف مساجد وأسواق مزدحمة، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، بينهم أطفال.
انتهاكات قوات الدعم السريع
على سبيل المثال، قصف مسجد يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 أثناء صلاة الجمعة أودى بحياة أكثر من 70 شخصًا، بينما أكد وجود 11 طفل بين الضحايا وفقًا لتقارير اليونيسف.
الوضع الإنساني في الفاشر كارثي؛ حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 916 ألف شخص بحاجة ماسة إلى وجبة واحدة يوميًا للبقاء على قيد الحياة.
المدينة على وشك الدخول في مجاعة شاملة، وأي محاولة لإدخال الطعام تواجه خطر الموت أو الاعتقال.
الحكومة السودانية، بقيادة رئيس الوزراء كامل إدريس، أكدت أن الصمت الدولي تجاه هذه الأزمة يعتبر مشاركة ضمنية في الجرائم المرتكبة.
ووفق الإعلام السوداني أن إدريس أعلن عن تشكيل “اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر” في محاولة لإنقاذ المدينة وسكانها.
لكنه شدد على أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب تقاعسه عن دعم الحكومة الوطنية بالسوادان مقابل الدعم السريع.
منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان أعربت عن قلقها البالغ من تصاعد العنف واستهداف المدنيين.
مشيرة إلى أن عام 2025 شهد زيادة غير مسبوقة في أعداد القتلى المدنيين بالسودان بالمقارنة بالأعوام السابقة.
الوضع الحالي يتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنهاء الحصار وتقديم المساعدات الإنسانية.
بالإضافة إلى محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات لضمان تحقيق العدالة وحماية المدنيين الأبرياء.
مدينة الفاشر بالسودان
مدينة الفاشر هي إحدى المدن الرئيسية في السودان، وتقع في إقليم دارفور بغرب البلاد.
تعتبر الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي مدينة تاريخية ذات أهمية كبيرة، حيث كانت مركزاً سياسياً وثقافياً واقتصادياً منذ القدم.
تتميز الفاشر بتاريخها العريق الذي يعود إلى مئات السنين، وكانت مركزاً لإحدى السلطنات الإسلامية التي حكمت المنطقة.
وقد لعبت دوراً مهماً في التجارة عبر الصحراء، حيث كانت محطة رئيسية للقوافل التجارية التي تربط بين شمال أفريقيا ووسط السودان.
المدينة تشتهر بمعالمها التاريخية والثقافية، مثل قصر السلطان علي دينار، الذي يعتبر رمزاً للتراث والتاريخ في المنطقة.
كما أن الفاشر تضم العديد من الأسواق التقليدية التي تعرض المنتجات المحلية مثل الحبوب، والجلود، والأواني المصنوعة يدوياً.
تحيط بالفاشر تضاريس متنوعة تشمل الجبال والسهول، مما يجعلها ذات طبيعة خلابة.
بالإضافة إلى ذلك، السكان في الفاشر يتميزون بتنوعهم الثقافي والعرقي، مما يعكس التنوع الكبير الذي يشتهر به السودان بشكل عام.
على الرغم من التحديات التي واجهتها المدينة بسبب النزاعات في المنطقة خلال السنوات الماضية، إلا أنها لا تزال تعتبر مركزاً حيوياً يسعى سكانها إلى إعادة بناء الحياة فيها وتحقيق التنمية المستدامة.
Share this content:
إرسال التعليق