
كتب: خالد عبد الكريم
تواصل مجموعات المستعمرين، تحت حماية جيش الاحتلال، تنفيذ اعتداءاتها المنظمة بحق الأراضي الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية، وفق ما أفادت به وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وذلك في سياق تصعيد ممنهج يستهدف السيطرة على مساحات جديدة من الأراضي واستكمال مخططات التوسع الاستيطاني.
حراثة أراضٍ
ففي بلدة سنجل شمال شرق رام الله، أقدم مستعمرون صباح اليوم الأحد على حراثة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة سهل “المعرشية”.
بينما قاموا بذلك مستخدمين جرارًا زراعيًا جرى إنزاله إلى المنطقة رغم ملكيتها الواضحة لأهالي البلدة.
ووفق ” وفا” أكد الناشط المحلي محمد غفري أن هذه الخطوة تمثل مؤشرًا خطيرًا على نية المستعمرين الاستيلاء على الأرض.
خاصة وأنها تأتي في ظل منع أصحابها من الوصول إليها منذ أكتوبر 2023، حين أعلنتها سلطات الاحتلال “منطقة عسكرية مغلقة”.
بينما أشار غفري إلى أن هذه الأراضي تبعد أقل من 200 متر عن منازل المواطنين، ما يجعلها عرضة لاعتداءات المستعمرين.
وتقدّر مساحة الأراضي الزراعية الواقعة شمال البلدة بأكثر من 8 آلاف دونم، يحظر الاحتلال على الأهالي دخولها بحجج وذرائع أمنية.
اعتداءات المستعمرين بالأغوار الشمالية
وفي الأغوار الشمالية، صعّد المستعمرون من اعتداءاتهم أيضًا، حيث هاجموا الليلة الماضية أراضي زراعية في منطقة الفارسية.
أقدموا بالإضافة إلى ذلك على تخريب شبكات المياه المخصصة لري عشرات الدونمات الزراعية.
وذكرت مصادر محلية لوكالة ” وفا ” أن تخريب شبكات الري ألحق خسائر كبيرة بالمزارعين، خصوصًا في منطقة تعد من أهم المناطق الزراعية في الأغوار والتي يعتمد سكانها بشكل أساسي على الزراعة كمصدر رزق وحيد.
نهج استيطاني من المستعمرين
وتأتي هذه الاعتداءات في إطار سياسة إسرائيلية مستمرة تستهدف فرض واقع ديمغرافي جديد في الأغوار الشمالية، عبر التضييق على الأهالي.
بالإضافة غلى منعهم من استغلال أراضيهم، بالتزامن مع استمرار عمليات هدم المنازل وعرقلة وصول الخدمات الأساسية.
ويرى مختصون في شؤون الاستيطان أن حرمان الأهالي من الوصول إلى أراضيهم ومنابع المياه يشكل جزءًا من “أدوات الضغط” الهادفة إلى دفعهم للرحيل قسرًا.
تمهيدًا للسيطرة الكاملة على المنطقة وتحويلها إلى مناطق توسع للمستوطنات والبؤر الاستيطانية المنتشرة في الأغوار.
صمت دولي
ورغم تكرار هذه الاعتداءات، يشير مراقبون إلى غياب الضغط الدولي الفاعل لوقف ممارسات المستعمرين، في ظل تضاعف الاعتداءات خلال العامين الأخيرين.
خاصة بعد توسع نشاط مجموعات المستعمرين المسلّحة في مناطق “ج” التي تشكّل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.
اقرأ أيضًا:
Share this content:















إرسال التعليق