
كتب: صلاح هليل
مع اقتراب انتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في 31 ديسمبر 2025، ينظر المجتمع الدولي إلى هذه اللحظة كفرصة لتقييم الإنجازات والتحديات التي واجهت العراق على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
ووفق الصفحة الرسمية للأمم المتحدة، قدم محمد الحسان، الممثل الخاص للأمين العام، إحاطة شاملة حول عمل البعثة وتأثيرها على الاستقرار والتحول السياسي في البلاد.
منذ تأسيسها في عام 2003، لعبت بعثة اليونامي دورًا محوريًا في دعم العراق في مواجهة الأزمات المختلفة، بما في ذلك الديكتاتورية والحروب وإرهاب داعش.
ويمثل انتهاء ولاية بعثة اليونامي في العراق هذا العام نقطة تحول مهمة في تاريخ البلاد.
بينما يستعد العراق لبناء مستقبله، تبقى الشراكة مع الأمم المتحدة حيوية لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا.
إن التزام العراق بالمضي قدمًا في مسار التنمية والإصلاح يعكس إرادة الشعب العراقي في تحقيق السلام والاستقرار، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي في دعم هذه الجهود.
وقد أشار الحسان إلى أن العراق خرج منتصرًا بفضل تضحيات الشعب ودعم المجتمع الدولي، مع التركيز على:
تعزيز الديمقراطية
تنظيم ثلاث عشرة عملية انتخابية ناجحة، مما ساهم في تعزيز العملية السياسية في البلاد.
الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في 11 نوفمبر 2025، والتي وصفت بأنها من “أكثر الانتخابات حرية وتنظيما ومصداقية”، حيث سجلت نسبة إقبال بلغت 56%.
دعم حقوق الإنسان
الالتزام بحماية حقوق الأقليات والنساء والشباب، وتعزيز حرية التعبير كركيزة أساسية للحوار العام.
مواجهة التحديات المتعلقة بزواج القاصرات وضمان حقوق الفتيات.
المساهمة في التنمية المستدامة
مواءمة أهداف التنمية الوطنية مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، مما يعكس التزام العراق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مغادرة اليونامي: بداية جديدة
أكد الحسان أن مغادرة بعثة اليونامي لا تعني نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة، بل تمثل بداية فصل جديد.
حيث ستستمر الأمم المتحدة في تقديم الدعم الفني والمشورة للعراق في مجالات النمو الاقتصادي، والتكيف مع تغير المناخ، وحقوق الإنسان.
وأوضح أن هذه الشراكة ستساعد العراق في البناء على المكاسب التي حققها بشق الأنفس.
التحديات المستقبلية
رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العراق، بما في ذلك:
حماية حقوق الإنسان:
الحاجة إلى تعزيز حقوق الأقليات وضمان حرية التعبير، خاصة في ظل الظروف السياسية المتغيرة.
علاوة على أهمية دعم حقوق النساء والشباب في المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية.
تشكيل الحكومة الجديدة
ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث لا يزال تشكيل حكومة إقليم كردستان معلقًا بعد عام من المفاوضات.
بينما العلاقة بين بغداد وأربيل تتطلب تعاونًا وحوارًا أكثر انفتاحًا على أساس الدستور العراقي.
ردود الفعل العراقية
أعرب السفير لقمان الفيلي، المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة، عن امتنان العراق للبعثة.
مشددًا على أن انتهاء مهمتها يمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين العراق والأمم المتحدة.
وأكد المندوب الدائم لجمهورية العراق أن هذه المرحلة ستركز على التنمية المستدامة وتعزيز الشراكة المتوازنة.
كما أشار إلى أن نشاط البعثة تحول بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ليركز أكثر على مساندة الوزارات الحكومية.
Share this content:















إرسال التعليق