رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

تقرير صادم من اليونيسف .. خفض التمويل يُهدد بتوقف تعليم 6 ملايين طفل إضافيين

3 سبتمبر 2025 6:37 م 0 تعليق
أطفال في غزة يدرسون على مناضد مصنوعة من صناديق خشبية – صورة من اليونيسف
أطفال في غزة يدرسون على مناضد مصنوعة من صناديق خشبية – صورة من اليونيسف

كتب: صلاح هليل

تقرير جديد صادر عن اليونيسف “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” يشير إلى أزمة تعليمية عالمية متفاقمة بسبب انخفاض التمويل المخصص للتعليم.

وفقًا للتحليل الذي نشرته المنظمة اليوم على صفحة الأمم المتحدة، فإن المساعدات الإنمائية الرسمية للتعليم قد تتراجع بمقدار 3.2 مليار دولار بحلول عام 2026، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 24% مقارنة بعام 2023.

هذا التراجع في التمويل قد يؤدي إلى توقف 6 ملايين طفل إضافيين عن الدراسة، ثلثهم يعيشون في ظروف طوارئ إنسانية.

التحليل يسلط الضوء أيضًا على أن ثلاث دول مانحة مسؤولة عن حوالي 80% من هذه الاقتطاعات، مما يزيد من الضغط على الأنظمة التعليمية في مناطق عديدة حول العالم.

إذا استمر هذا الاتجاه، فإن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس سيزداد من 272 مليونًا إلى 278 مليونًا.

وهو رقم يعادل تقريبًا عدد طلاب المدارس الابتدائية في ألمانيا وإيطاليا مجتمعتين.

اليونيسف دعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل المجتمع الدولي لضمان استمرار الاستثمار في التعليم.

المنظمة شددت على أن التعليم ليس فقط حقًا أساسيًا للأطفال ولكنه أيضًا أداة حيوية لتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي.

تواجه العديد من المناطق حول العالم تحديات كبيرة في مجال التعليم نتيجة لتقلص التمويل المخصص لهذا القطاع الحيوي، مما يهدد مستقبل ملايين الأطفال.

وفقًا لتحليل جديد أجرته اليونيسف، فإن منطقة غرب ووسط أفريقيا هي الأكثر تأثرًا، حيث يتوقع أن يضطر حوالي 1.9 مليون طفل إلى التوقف عن الدراسة.

كما أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تشهد زيادة في عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بمقدار 1.4 مليون طفل، إلى جانب تراجع كبير في جميع المناطق الأخرى.

التعليم ليس مجرد عملية أكاديمية، بل هو شريان حياة للأطفال، خاصة في أوضاع الطوارئ الإنسانية.

فهو يوفر لهم الاستقرار والشعور بالحياة الطبيعية، ويربطهم بخدمات أساسية مثل الصحة والحماية والتغذية.

ومع ذلك، فإن الاقتطاعات المالية الكبيرة تهدد هذه الوظيفة الحيوية، حيث أشار التقرير إلى أن بعض البلدان قد تخسر ما لا يقل عن ربع المساعدات المخصصة للتعليم.

وهو ما يؤثر بشكل مباشر على التعليم الابتدائي والثانوي وحتى التعليم قبل الابتدائي.

وفي ظل هذه الظروف، دعت اليونيسف الدول المانحة والشريكة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية التعليم.

وطالبت بإعادة توزيع المساعدات المخصصة للتعليم بشكل أكثر إنصافًا وفاعلية، بحيث يخصص 50% على الأقل لأقل البلدان نموًا.

كما أكدت على أهمية حماية التمويل الإنساني المخصص للتعليم وجعله أولوية باعتباره تدخلاً منقذًا للأرواح مثل الخدمات الأساسية الأخرى.

إلى جانب ذلك، شددت المنظمة على ضرورة التركيز على التعليم التأسيسي للأطفال وتبسيط هيكل المساعدات العالمية بما يتماشى مع مبادرة الأمم المتحدة 80 لتحسين الكفاءة.

كما دعت إلى توسيع نطاق التمويل المبتكر دون أن يكون ذلك على حساب التمويل الأساسي للتعليم.

هذه الدعوات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يهدد نقص التمويل بإحداث فجوة تعليمية كبيرة تؤثر على الأجيال القادمة.

التعليم أحد أهم أدوات مكافحة الفقر وبناء حياة أفضل للأطفال، لذا فإن الحفاظ على دعمه يجب أن يكون أولوية عالمية.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري