رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر ٢٠٢٥م / 6 رجب ١٤٤٧هـ  .. كيف تصلح النوايا ؟   

21 ديسمبر 2025 11:40 م 0 تعليق
موضوع خطبة الجمعة القادمة
موضوع خطبة الجمعة القادمة

كتب: طه عبد السميع

لقد حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع هام خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر، اليوم الأحد على صفحتها الرسمية بموضوع هام بعنوان: وَهمْ يَحْسَبونَ أَنَّهمْ يحْسِنونَ صنْعًا.   

وتحرص وزارة الأوقاف على تحديد الخطبة الرسمية الموحدة، بحيث تتناول مواضيع تهم المواطنين.

وذلك بناءً على توجهات شرعية سليمة، ومناقشة قضايا الحياة اليومية للمواطنين، والتي تمس حياتهم وهمومهم.

كما تؤكد الوزارة على استمرار جهودها في نشر قيم التسامح والاعتدال، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية.

وموضوع خطبة الجمعة، عادةً ما يتناول قضايا دينية أو اجتماعية تهم المواطنين بصفة خاصة، والمجتمع الإسلامي بصفة عامة.

وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة 26 ديسمبر ٢٠٢٥م تحت عنوان: وَهمْ يَحْسَبونَ أَنَّهمْ يحْسِنونَ صنْعًا.   

وذكرت الوزارة أن الهدف من الخطبة هو التوعية بأهمية العمل الصالح الذي نرجو منه وجه الله سبحانه وتعالى.

حيث تسلط الخطبة الضوء على أهمية تصحيح النوايا ومراجعة القلوب والأعمال.

وأن من أخطر ما قد يبتلى به الإنسان هو اختلال ميزان القلب، مما يؤدي للاطمئنان لما هو غير حق.

والانسياق وراء ما لا يرضي الله، فيظن العبد أنه محسن وهو في الحقيقة في حاجة إلى مراجعة وبصيرة.

وتستشهد الخطبة بالآية القرآنية الكريمة من سورة الكهف:

﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ۝ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾.

لتوضيح أن الضلال في العمل قد يكون بسبب غياب الإخلاص لله، أو بسبب الرياء، أو الإعجاب بالنفس، أو إبطال العمل بالمنّ والملاحظات.

كما تنبه الخطبة إلى ضرورة أن يتحلى المؤمن بالبصيرة والميزان المستقيم لتجنب الوقوع في هذه الفتنة الخفية، التي قد تكون سببًا في ضياع الأجر والخسران.

وتؤكد على أهمية العمل لله وحده وبنية صادقة، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:

«ربَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجوع، وَربَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَر»، مما يوضح أن العبرة ليست بكثرة العمل أو المشقة، بل بصحة النية وقبول العمل.

تدعو الخطبة المسلمين لوقفة صادقة مع النفس لمراجعة النوايا، لأن العمل الذي لا يخلص فيه لله لا ينفع صاحبه مهما بذل فيه من جهد.

أما الخطْبَة الثَّانِيَة فهي عن مَعَالِم النَّجَاةِ مِنْ وَهْمِ الإِحْسَانِ وَسبل تَصْحِيحِ السَّعْي، حيث إذا كان الخلل في السعي، وكان الوهم في الإحسان، وكان الانحراف في الفهم.

وأخطرَ ما نخشاه اليومَ أن يتحوّلَ الوهم إلى سلوكٍ، وأن يتحوّلَ الخطأ الفرديّ لفكرٍ معَدٍ، يفسد ولا يشعر أنه يفسد.

فإنَّ أخطرَ صوره حين يلبس الضلال لباسَ التديّنِ، فيتحرّك صاحبه باسمِ الغيرة، ويتكلّم باسمِ الحقِّ، ويستند إلى نصوصٍ صحيحةٍ.

وهنا لا يكون الخلل في أصلِ الدينِ، بل في فهمِ الدينِ، ولا في النصِّ، بل في تنزيلِ النصِّ، ولا في النيّةِ بالضرورة، بل في الطريقِ الذي سارتْ فيه النيّة.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري