رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

روسيا تطلق طيور «درونات» مزوّدة بشرائح دماغية للتحكّم عن بُعد

28 نوفمبر 2025 4:52 م 0 تعليق
صنع في روسيا .. طيور «درونات»
صنع في روسيا .. طيور «درونات»

أ ش أ

كشفت شركة روسية رائدة في التقنيات العصبية عن مشروع جديد بإطلاق طيور «درونات»  يقوم على تطوير سرب من الحمام الخاضع للتحكّم عن بعد.

من خلال شرائح عصبية مزروعة داخل الدماغ، في خطوة تثير مخاوف استخبارية غربية بشأن توظيف الحياة البرية في أعمال التجسس الحديثة، وفقاً لموقع «جي بي نيوز».

وقالت الشركة، وهي من الجهات التي تحظى بتمويل من «مبادرة التكنولوجيا الوطنية» وصندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن النموذج الأولي المسمّى «PJN-1» أو «البايو-درون» بات قادراً على تنفيذ أوامر الطيران المرسلة من المشغّلين عبر تحفيز مناطق محددة داخل دماغ الطائر.

وتشير الشركة إلى أن النظام يعتمد على شريحة عصبية دقيقة ترتبط بحقيبة ظهر صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية، وتضم أجهزة إلكترونية ووحدة تتبّع عبر الـ«جي بي إس» .

ويقوم الفنيون بتوجيه الطائر من خلال إرسال نبضات تؤثر على دوافعه، مما يدفعه إلى تغيير مساره يميناً أو يساراً كما لو كان يتخذ القرار بنفسه.

وقال ألكسندر بانوف، مؤسس الشركة، إن التقنية قابلة للتطبيق على طيور أخرى أكبر حجماً.

موضحاً: «نستخدم الحمام حالياً، لكن يمكن تطوير الأنظمة لاستخدام الغربان لنقل حمولات أثقل، أو النوارس للمراقبة الساحلية، أو طيور القطرس للعمل فوق المساحات البحرية الواسعة».

وتؤكد الشركة أن الطائر الواحد قادر على قطع مسافة تصل إلى 310 أميال يومياً، أي ما يتجاوز 1800 ميل أسبوعياً، من دون الحاجة إلى تدريب مسبق.

إلا أنها لم تكشف معدلات النفوق التي قد تكون نتجت عن عمليات زرع الأقطاب الدقيقة داخل الدماغ، والتي تتطلّب جراحة عالية الحساسية بفارق لا يتجاوز بضعة مليمترات.

وفي بيان ترويجي، أوضحت الشركة أن «الحمامة البايودرونية لا تختلف عن الحمامة العادية سوى بوجود سلك رفيع يخرج من الرأس، وحقيبة ظهر صغيرة تحتوي على المكوّنات الإلكترونية».

مؤكدة أن الهدف الأساسي يشمل أعمال المراقبة المدنية والصناعية، والبحث والإنقاذ، وتعزيز الأمن.

وأضاف البيان أن احتمالية سقوط هذه الطيور «منخفضة، ولا تختلف عن احتمالات سقوط الطيور الطبيعية»، ما يجعل استخدامها، وفق وصفها، «آمناً داخل المدن».

كما أشارت إلى سهولة دمج هذه الطيور ضمن محيطها الطبيعي، خصوصاً في المدن الروسية المكتظّة بالحمام مثل موسكو، ما يجعل رصدها «شبه مستحيل».

لكن خبراء أمنيين حذّروا من إمكان استغلال التقنية في عمليات تجسس متقدّمة، سواء عبر تركيب كاميرات مصغّرة أو حساسات متطورة، أو حتى تحويلها إلى منصات لجمع معلومات حساسة في مواقع يصعب الوصول إليها.

وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها مشاريع الشركة جدلاً واسعاً، إذ سبق أن واجهت اتهامات بمحاولات التلاعب بالنشاط العصبي للأبقار بهدف زيادة إنتاج الحليب.

كما أن لروسيا سجلاً طويلاً في استخدام الحيوانات لأغراض عسكرية، من بينها تدريب الدلافين على حراسة الممرات البحرية وزراعة الألغام وتنفيذ مهمات استطلاعية تحت الماء.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري