
كتب: أحمد السعدني
يعد البطل عبد المعطي عبد الله عيسى، المعروف بلقب “صائد دبابات العدو”، من أحد رموز الشجاعة والبطولة في معارك اكتوبر المجيدة.
ولد في قرية كوم الضبع بمحافظة المنوفية في 29 أغسطس 1952، وانضم للقوات المسلحة المصرية عام 1970.
حيث تلقى تدريبات مكثفة في الصاعقة واستخدام الصواريخ المضادة للدبابات، بالإضافة إلى تدريبات القفز الأساسية ضمن سلاح المظلات.
خلال حرب أكتوبر 1973، كان البطل عبد المعطي جزءًا من القوات المصرية التي عبرت قناة السويس لتحرير سيناء.
حيث أظهر مهارات استثنائية في مواجهة العدو. استطاع تدمير 26 دبابة إسرائيلية، إضافة إلى بلدوزرين وعربة نقل جنود مليئة بالجنود الإسرائيليين، مما جعله أسطورة حية في تاريخ المعركة.
في معركة وادي النخيل، لعب دورًا محوريًا مع زملائه في تدمير 23 دبابة إسرائيلية باستخدام صواريخ محدودة، مما يعكس ذكاءه العسكري وقدرته على تحقيق الإنجازات رغم التحديات.
كما شارك في أسر القائد الإسرائيلي عساف ياجوري مع مجموعة من جنوده، وهو إنجاز كبير يضاف إلى سجله البطولي.
رغم صعوبة الظروف التي واجهها الجيش المصري، مثل الموانع الطبيعية وخط بارليف، أظهر عبد المعطي وزملاؤه إرادة صلبة وتخطيطًا دقيقًا مكّنهم من تحقيق النصر.
شعوره بالفخر عند رؤية دبابات العدو محترقة يعكس مدى إخلاصه لوطنه.
تم تكريمه بالعديد من الأوسمة، منها وسام نجمة سيناء من الرئيس أنور السادات، وهو أعلى وسام عسكري في مصر، ووسام الشجاعة الليبي من الرئيس معمر القذافي.
يظل البطل عبد المعطي رمزًا للفخر والبطولة، وشهادة على بسالة الجندي المصري في الدفاع عن وطنه بكل شجاعة وإصرار.
تفاصيل حوار البطل صائد دبابات العدو
يروي البطل تفاصيل مشاركته في الحرب، بدءًا من تدريبه في القوات المسلحة وحصوله على فرقة الصاعقة والمظلات، وحتى مواجهته الأولى مع دبابات العدو الإسرائيلي بعد عبور قناة السويس.
يشرح البطل كيف تمكن من تدمير دبابات العدو في بداية الحرب، وكيف كان شعوره بعد استشهاد قائده البطل صلاح عبد السلام حواش.
مما زاد من عزيمته ورفاقه على تحقيق النصر. كما يوضح دوره في تدمير اللواء 190 المدرع الإسرائيلي وأسر قائده عساف ياجوري.
يتحدث أيضًا عن الأجواء التي سبقت الحرب، حيث كانوا على مقربة من الجبهة، وكيفية استعدادهم للمعركة الحاسمة.
يصف صباح السادس من أكتوبر كأنه يوم عادي مليء بالاسترخاء، ثم يروي كيف تحول ذلك إلى لحظة حاسمة عند بدء العبور في الساعة الثانية ظهرًا، وكيف عبروا القناة باستخدام القوارب المطاطية وسط تكبيرات “الله أكبر”.
البطل عبد المعطي عبد الله يتحدث عن ذكرياته في حرب أكتوبر المجيدة، حيث كان العبور بمثابة حلم تحقق بعد تخطي العديد من الموانع.
منها المانع المائي لقناة السويس، وخط بارليف، والمانع النفسي بعد نكسة 67، والخطر الكبير المتمثل في أنابيب النابالم.
بينما أبدع المهندسون العسكريون المصريون في تعطيلها قبل العبور بأيام قليلة.
وصف البطل عبد المعطي كيف تم قفل أنابيب النابالم بحرفية شديدة، حيث قاموا بتأمين المهندسين العسكريين الذين كانوا يحملون خرائط تفصيلية للأنابيب.
وتم غلقها بخلطة خرسانية بعد فكها وإعادتها إلى حالتها الطبيعية دون أن يلاحظ العدو.
حالة غيبوبة
وأشار إلى أن العدو كان في حالة غيبوبة بسبب التمويه المصري المحكم، مما أتاح للقوات المصرية القيام بعمليات الاستنزاف بسهولة خلف خطوط العدو.
وقد عبرت مجموعته القناة في الساعة الثانية وخمس دقائق، حيث كانت نقطة الفردان القوية أول أهدافهم.
وبعد حصار دام أسبوعاً، استسلمت النقطة الحصينة التي كانت تضم 39 إسرائيلياً وعدداً من الدبابات والأسلحة.
تحدث البطل عن شغفه بمواجهة دبابات العدو، حيث كان مسلحاً بصواريخ موليتكا التي يتم توجيهها يدوياً.
وقد تمكن من تدمير 26 دبابة للعدو داخل سيناء بالإضافة إلى بلدوزرين وعربة نقل جنود.
وأكد أن كل ما يشاع عن قدرة العدو على الوصول إلى القاهرة أثناء الثغرة هو محض افتراء، حيث كانت القوات الإسرائيلية محاصرة بين الجيشين المصريين.
استعرض البطل بعض العمليات الكبرى التي شارك فيها، مثل معركة وادي النخيل.
حيث استطاعوا تدمير 23 دبابة للعدو باستخدام عدد محدود من الصواريخ وقاذفات الآر بي جي.
ورغم الحصار الذي وقعوا فيه بعد اكتشاف موقعهم، تمكنوا من تصفية دبابات العدو المتبقية.
مشاعر الفخر والسعادة
كانت مشاعر الفخر والسعادة تغمره عند رؤية دبابات العدو تحترق، ولم ينسَ أبداً لحظة تدميره لأول دبابة، حيث شاهد برجها ينخلع تماماً من جسمها.
لقد كان هدفه دائماً إحداث أكبر خسائر ممكنة في صفوف العدو ودباباته، وكان جزءاً من عمليات ناجحة داخل عمق سيناء.
تحدث البطل صائد دبابات العدو عن تجربته خلال الحرب وأجاب عن أسئلة حول مشاركته في المعارك.
، حيث أشار إلى دور صواريخ الدفاع الجوي المصري “سام 6″ و”سام 7” في التصدي للطيران الإسرائيلي.
وأوضح أن الطيارين الإسرائيليين كانوا يلقون حمولاتهم من ارتفاعات عالية ويهربون بسبب ضعف دوافعهم مقارنة بالمقاتلين المصريين.
كما ذكر أنه أسر العديد من الجنود الإسرائيليين خلال الحرب، وأشار إلى علاقته بالمقاتل البطل قناص الدبابات عبد العاطي، الذي كان صديقًا له لكنه من كتيبة أخرى.
وأوضح أن عبد العاطي دمر 23 دبابة إسرائيلية، بينما كان هو في المرتبة الثانية بعد المقاتل محمد عبد المنعم إبراهيم المصري الذي دمر 27 دبابة.
وعن قرار وقف إطلاق النار، أكد أنه لم يوافق عليه في البداية بسبب رغبته في مواصلة القتال.
لكنه احترم القرار كجزء من الالتزام بالقيادة السياسية، وأشاد بالرئيس الراحل أنور السادات، واصفًا إياه بأنه رجل سبق عصره.
فيما يتعلق بالتكريم، ذكر أنه حصل على وسام نجمة سيناء من الرئيس السادات، وهو أعلى وسام عسكري في مصر.
بالإضافة إلى وسام الشجاعة الليبي من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
كما تم تكريمه من قبل قيادات الجيش المصري ومنصات إعلامية مختلفة.
ختامًا، أكد أن ما قدمه لبلده لا يزال غير كافٍ، مشددًا على أهمية العمل المستمر لتطوير ودعم الوطن.
Share this content:
إرسال التعليق