
كتب: صلاح هليل
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن استمرار اتخاذ الإجراءات الأحادية في اليمن من شأنه تعقيد مسار السلام.
ووفق الأمم المتحدة، أكد أنها تعمّق الانقسامات الداخلية، وتزيد من تصلب المواقف، وترفع من احتمالات الانزلاق نحو تصعيد أوسع يهدد وحدة البلاد واستقرار المنطقة.
غوتيريش: تصاعد مقلق
وأوضح غوتيريش أن مستويات التوتر تشهد تصاعدًا مقلقًا في عدة مناطق يمنية، لا سيما في المحافظات الشرقية.
مشيرًا إلى أن التحركات العسكرية الأخيرة، بما فيها تقدم قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي باتجاه حضرموت والمهرة، تسهم في زيادة حدة المشهد الأمني.
وجاءت تصريحات الأمين العام عقب إحاطته المغلقة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأوضاع في اليمن.
وذلك بعد زيارة إقليمية شملت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، في إطار الجهود الأممية الرامية إلى احتواء الأزمة.
وحذّر غوتيريش من أن العودة الشاملة للأعمال القتالية ستكون لها انعكاسات خطيرة على الأمن والسلم الإقليميين.
لافتًا إلى مخاطر محتملة تمتد إلى البحر الأحمر وخليج عدن ومنطقة القرن الأفريقي.
ودعا جميع الأطراف اليمنية، إلى جانب القوى الإقليمية المؤثرة، إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وخفض التصعيد، واللجوء إلى الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات.
مشددًا على أن التنسيق الإقليمي البنّاء عنصر أساسي لدعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة.
وأكد الأمين العام أن اليمن بحاجة إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة، يتم التوصل إليها عبر التفاوض، وتراعي تطلعات مختلف مكونات الشعب اليمني، بما يضع حدًا للصراع المستمر منذ سنوات.
الاحتجاز التعسفي
وفي سياق متصل، أدان غوتيريش بشدة استمرار الاحتجاز التعسفي لعشرات العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم وفقًا للقانون الدولي.
وأشار غوتيريش إلى أن بيئة العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أصبحت غير آمنة.
خاصة في ظل إحالة عدد من موظفي الأمم المتحدة إلى محكمة جنائية خاصة، مطالبًا بإسقاط التهم الموجهة إليهم وإلغاء الإجراءات بحقهم.
ورغم التحديات الأمنية والإنسانية، شدد غوتيريش على التزام الأمم المتحدة بمواصلة تقديم الدعم الإنساني.
موضحًا أن المساعدات الأممية وصلت خلال العام الجاري إلى أكثر من 5.3 مليون يمني في مجالات الغذاء، والتغذية، والمياه، والخدمات الصحية.
واختتم غوتيريش تصريحاته بالتأكيد على أن مسار السلام لا يزال ممكنًا، داعيًا جميع الأطراف للتعاون الجاد مع المبعوث الأممي الخاص.
علاوة على تغليب لغة الحوار على منطق القوة، وتجنب أي خطوات أحادية قد تؤدي إلى تفجير الوضع الهش في البلاد.
اقرأ أيضًا:
Share this content:















إرسال التعليق