رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

في هايتي/ تقرير للأمم المتحدة يرصد أشكال العنف ضد المرأة ويُطالب بالتحرك

18 أغسطس 2025 6:08 م 0 تعليق
العنف في هايتي – صورة من الأمم المتحدة
العنف في هايتي – صورة من الأمم المتحدة

  كتب: صلاح هليل

تواجه هايتي أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة تصاعد عنف العصابات في أنحاء البلاد، مما أدى إلى نزوح حوالي 1.3 مليون شخص من ديارهم.

هذه الأزمة تفاقمت بسبب تخفيض التمويل من الولايات المتحدة وجهات مانحة أخرى.

مما أثر بشكل كبير على الخدمات الأساسية التي يحتاجها النازحون من غذاء وكساء وخدمات اخرى.

تظهر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة على صفحتها الرسمية أن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر لهذه الأزمة.

حيث يتزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل مقلق، وحالات الاغتصاب الجماعي، خاصة في العاصمة بورت أو برنس.

هذه الأعمال الوحشية تتفاقم بسبب الظروف غير المستقرة في مخيمات النازحين، حيث يفتقر السكان إلى الحماية والخدمات الأساسية.

أدت تخفيضات التمويل إلى إغلاق مراكز حيوية تقدم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وكذلك خدمات الدعم للناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

علاوة على ذلك، فإن انعدام الأمن والنزوح يجعل الوصول إلى الخدمات المتبقية أمراً صعباً للغاية بالنسبة للعديد من الأشخاص المحتاجين.

كريستيان فوفي، منسق الشؤون الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في هايتي، تحدث عن التحديات التي تواجه العاملين في المجال الإنساني هناك.

وأوضح أن الوضع الأمني غير المستقر يجعل من الصعب على الفرق الإنسانية الوصول إلى المناطق المتضررة، مما يحد من قدرتهم على تقديم الدعم اللازم.

أحياناً يجبر العاملون على العمل من المنزل بسبب احتمال وقوع هجمات، مما يعوق إمكانية مراقبة الوضع والتفاعل مع المتضررين.

رغم هذه التحديات، يتم تنظيم اجتماعات افتراضية مع النساء والشركاء المحليين لمتابعة الأنشطة ورصدها.

ومع ذلك، فإن الحاجة الملحة لتعزيز الأمن وتوفير التمويل اللازم تبقى ضرورية لضمان تقديم المساعدات والخدمات الحيوية للنازحين.

وخاصة النساء والفتيات اللواتي يعانين بشكل خاص في هذه الأزمة، والعجزة والمرضى.

الوضع في هايتي يثير قلقاً كبيراً بسبب النزوح المستمر والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يتزايد بشكل ملحوظ.

النساء والفتيات يعانين بشكل خاص في مدن هايتي، حيث يتعرضن لأشكال متعددة من العنف.

بما في ذلك الاغتصاب والبغاء القسري نتيجة الظروف  المعيشية الاقتصادية الصعبة والقاسية.

الاحتياجات الإنسانية في هايتي تتطلب استجابة عاجلة، ولكن الموارد المالية المحدودة تعيق توفير الخدمات الأساسية.

هناك أكثر من مليون نازح و26% منهم نساء في سن الإنجاب، مما يبرز الحاجة الملحة إلى تمويل كبير لتلبية احتياجاتهن.

صندوق الأمم المتحدة للسكان يقوم بتوزيع حقائب الكرامة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، إلا أن هذه الجهود لا تزال غير كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة.

الوضع الأمني المتدهور يزيد من صعوبة تقديم المساعدات، خاصة مع تقليل التمويل الأمريكي الذي كان يشكل جزءاً كبيراً من الدعم الإنساني لهايتي.

هذا النقص في الموارد أثر بشكل مباشر على تقديم خدمات أساسية مثل مجموعات أدوات ما بعد الاغتصاب، والتي تعتبر حيوية للنساء والفتيات المتضررات.

على الرغم من التحديات الكبيرة، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه العمل على الأرض وتقديم الدعم عن بعد من خلال الخط الساخن لضمان وصول الخدمات إلى المحتاجين.

ومع ذلك، هناك حاجة ماسة لتدخل المجتمع الدولي لسد الفجوة التمويلية الكبيرة وللدعوة إلى إنهاء العنف ضد النساء والفتيات.

من الضروري أن تتحرك الحكومة الهايتية والدبلوماسيون والمجتمع الدولي بشكل عاجل لإيقاف العنف الحالي وضمان حماية النساء والفتيات.

هايتي تحتاج إلى دعم عالمي قوي لتحقيق الأمن والاستقرار وتخفيف معاناة السكان المتضررين.

من المهم التحرك الآن، لأنني أرى أنه في الغد سيكون قد فات الأوان فيما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية وظروف معيشة النساء.

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري