
كتب: عمر الدالي
شهدت مدينة آسفي، عصر أمس الأحد 14 فيضانات وصفت بالأعنف خلال السنوات الأخيرة، أسفرت، وفق حصيلة أولية للسلطات المحلية، عن مصرع ما لا يقل عن 37 شخصًا.
إلى جانب عشرات الجرحى ومفقودين، وخسائر مادية جسيمة، في وقت لا تزال فيه عمليات البحث والإنقاذ متواصلة.
فاجعة مدينة آسفي
ووفق موقع ” The Voice” المغربي، اجتاحت السيول أحياء واسعة، خاصة المدينة العتيقة وباب الشعبة.
حيث حوّلت الأزقة الضيقة إلى مجارٍ مائية، وحاصرت عشرات العائلات داخل منازلها ومحلاتها، وسط صعوبات كبيرة في التدخل خلال الساعات الأولى.
وذكر شهود عيان بأن المياه تسربت بسرعة غير مسبوقة إلى المناطق المنخفضة، ما أدى إلى غمر منازل ودكاكين وجرف ممتلكات.
وقال ناشطون مدنيون إن التضامن الشعبي لعب دورًا محوريًا في إنقاذ الأرواح، إذ سارع السكان إلى إخراج الأطفال وكبار السن، علاوة على توفير المأوى والغذاء للمتضررين.
كما تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر تدخل شباب الحي لإنقاذ امرأة مسنة حاصرتها السيول، قبل سحبها بحبل لبر الأمان.
من جهتها، أثارت فعاليات حقوقية تساؤلات حول الحصيلة النهائية للضحايا، والتي تحصيها الجهات الرسمية الحكومية.
مشيرة إلى احتمال ارتفاع العدد في ظل استمرار البحث عن مفقودين، خاصة بعد العثور على جثامين جرفتها السيول نحو البحر.
وأكدت أن انسداد مجرى وادي الشعبة، خصوصًا عند المقطع المار تحت السكة الحديدية، ساهم في تغيير مسار المياه ودخولها بقوة إلى الأحياء السكنية.
هشاشة البنية التحتية
وفي السياق ذاته، أعرب سكان عن غضبهم من هشاشة البنية التحتية وغياب إجراءات وقائية استباقية.
رغم التحذيرات الجوية المسبقة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين وتسريع إصلاح شبكات الصرف وتطهير المجاري المائية.
وعلى خلفية التقلبات الجوية، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تعليق الدراسة في عدد من الأقاليم، من بينها آسفي وتطوان والمضيق-الفنيدق وورزازات.
كما حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من اضطرابات جوية قوية، متوقعة أمطارًا غزيرة وعواصف وثلوجًا بمناطق عدة خلال الأيام المقبلة.
وتعيد فاجعة آسفي إلى الواجهة أسئلة التخطيط الحضري والجاهزية، في ظل مطالب متزايدة باتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.
وذلك من أجل تفادي تكرار مثل هذه الكوارث، بالإضافة إلى حماية أرواح المواطنين.
اقرأ ايضًا:
Share this content:















إرسال التعليق