
وكالات الأنباء
رفضت حركة “حماس”، أمس الخميس، مقترح قدمته إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وفقًا لقيادي كبير في الحركة، ودعت بدلًا من ذلك إلى مقترح “شامل” لإنهاء الحرب.
حماس: مقترح مرفوض
وقال القيادي في حركة حماس لشبكة CNN: “المقترح مرفوض بالكامل وبالتفصيل”، وأضاف: “نريد اتفاق شامل”.
ودفع هذا الرفض نوابا إسرائيليين من اليمين المتشدد إلى إصدار دعوات لتصعيد فوري في غزة.
وحثوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على “إشعال فتيل الحرب والسعي إلى تحقيق النصر الكامل”.
ولم يضمن مقترح وقف إطلاق النار الإسرائيلي إنهاء الحرب، ودعا إلى نزع سلاح غزة، وكلاهما خط أحمر لـ”حماس”، التي ترفض التخلي عن سلاحها، وتطالب بأن يتضمن أي مقترح إنهاءً دائمًا للحرب.
وبموجب المقترح، سيتم إطلاق سراح الرهائن الـ59 المتبقين على مراحل، بدءًا بالإفراج عن الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر في اليوم الأول من الهدنة كـ”لفتة خاصة” للولايات المتحدة.
كما سيتم إطلاق سراح 9 رهائن إسرائيليين آخرين على مرحلتين مقابل 120 فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد .
علاوة على أكثر من 1100 معتقل دون توجيه تهم إليهم منذ هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويطالب المقترح الإسرائيلي أيضًا “حماس” بتقديم معلومات عن الرهائن الإسرائيليين الأحياء المتبقين لديها، .
وذلك مقابل معلومات عن المعتقلين الفلسطينيين”، والإفراج عن جثث 16 رهينة إسرائيليًا متوفى مقابل رفات 160 فلسطينيًا متوفى تحتجزهم إسرائيل.
مطالب حماس
ودرست “حماس” المقترح لعدة أيام قبل الرد عليه لكن منذ البداية، كانت فرص نجاحه ضئيلة.
حيث أوضحت مرارا وتكرارا أنها تطالب بإنهاء الحرب كجزء من أي إطلاق سراح للرهائن، ورفضت الدعوات إلى نزع السلاح الكامل.
كما دعت “حماس” إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بينما لم يتضمن المقترح الإسرائيلي سوى إعادة انتشار مؤقتة للجيش.
وقال خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض، في تصريح تلفزيوني من قطر مساء الخميس، إن “المقاومة وسلاحها مرتبطان بوجود الاحتلال، وهو حق طبيعي لشعبنا ولجميع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال”.
وأكد الحية أن حماس “مستعدة فورا” لبدء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل يطلق سراح الرهائن المتبقين مقابل عدد متفق عليه من الفلسطينيين المحتجزين.
وأن يشمل هذا الاتفاق “بدء إعادة إعمار غزة وإنهاء الحصار المفروض عليها”.
اليمين المتطرف
وفي المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل “ستواصل قصف غزة”، وأضاف، في بيان:
“لن تستسلم دولة إسرائيل لحماس، ولن تنهي الحرب إلا بالنصر الكامل وتحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن”.
وكذلك ردد وزير الأمن القومي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، ما قاله سموتريتش، كاتبًا على تيليغرام: “لا اتفاق، لا وقف إطلاق نار، ولا مساعدات.
وأضاف: فقط استمرار القتال حتى استسلام النازيين من غزة. استخدموا كل القوة والجبروت حتى تستسلم حماس”.
وقال “منتدى الأمل”، وهو جماعة يمينية تمثل عائلات الرهائن، قائلاً:
“لن يجبر حماس على التوسل من أجل اتفاق إلا بالضغط العسكري الهائل والحصار الشامل والاستيلاء على الأراضي، ماذا تنتظرون؟”.
أزمة إنسانية
وأوقفت إسرائيل المساعدات الإنسانية والإمدادات التي كانت تدخل القطاع في أوائل مارس/آذار.
مما أشعل أزمة إنسانية وصفها مسؤولو الأمم المتحدة بأنها الأسوأ منذ بدء الحرب.
وأدى الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة إلى نزوح أكثر من 500 ألف فلسطيني في أقل من شهر، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية بغزة إن الهجمات على غزة أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1700 فلسطيني منذ 18 مارس.
وتقول إسرائيل بأن الحصار الإنساني ضغط على “حماس” للموافقة على وقف إطلاق النار.
والأربعاء، صرّح وزير الدفاع إسرائيل كاتس قائلاً: “الضغط على حماس لتنفيذ الاتفاق كبير، والتوتر بينها وبين السكان المحليين يتزايد”.
الأمم المتحدة تحذر
وأصدرت الأمم المتحدة تحذيراً شديداً بشأن التدهور السريع للوضع الإنساني في غزة، قائلةً إن الإمدادات المنقذة للحياة تقترب من “الاستنزاف التام” بسبب منع إسرائيل للمساعدات.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في القطاع المحاصر.
مع تزايد احتياجات الصحة النفسية بشكل كبير، وتدمير البنية التحتية الحيوية، والخدمات الأساسية على شفا الانهيار.
وأضاف دوجاريك أن ما يقرب من 90% من البنية التحتية للمياه – بما في ذلك الآبار ومحطات الضخ ومحطات الصرف الصحي – تعرضت للتدمير.
ودمرت أو تضررت بسبب الأعمال العدائية، مما أدى إلى تفاقم مخاطر الأمراض وإجبار العائلات على الاعتماد على مصادر غير آمنة.
وتابع: “تتزايد مستويات التوتر، لا سيما بين الأطفال، مع استمرار العنف والحرمان”.
مؤكدًا أن “إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل التزامات قانونية بموجب القانون الدولي لضمان الوصول إلى الغذاء والرعاية الطبية وخدمات الصحة العامة”.
وجددت الأمم المتحدة مطالبها بتوفير وصول إنساني عاجل، محذرة من أن التأخير “يعرض حياة الناس للخطر”.
وشنت إسرائيل حربها على “حماس” في غزة في أكتوبر 2023، في أعقاب الهجوم المفاجئ للحركة المسلحة على جنوب إسرائيل.
الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 51 ألف فلسطيني في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
المصدر: CNN
Share this content:
إرسال التعليق