
كتب: منير عوض
أعلنت السلطات القضائية في إيران تنفيذ حكم الإعدام بحق عميل الموساد عقيل كشاورز، المدان بالتجسس لصالح إسرائيل والتعاون الاستخباراتي والتقني مع جيش الاحتلال وجهاز الموساد، إضافة إلى تصوير مواقع عسكرية وأمنية حساسة داخل البلاد.
ووفق وكالة فارس الإيرانية، قد نفذ الحكم صباح اليوم السبت 20 ديسمبر/كانون الأول، عقب مصادقة المحكمة العليا عليه.
واستكمال جميع الإجراءات القانونية ذات الصلة، وفق ما أفادت به وكالة «مهر» للأنباء نقلًا عن السلطة القضائية.
تفاصيل القضية
وبحسب تفاصيل القضية، تعود الواقعة إلى مايو 2025، حين اشتبهت دورية أمنية تابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شاب كان يقوم بتصوير مبنى قيادة فرقة المشاة في مدينة أورمية.
وبفضل يقظة العناصر الأمنية، جرى توقيفه على الفور، وبعد التنسيق مع الجهات القضائية المختصة، تم تسليمه للتحقيق.
وخلال الاستجواب، ادعى المتهم أنه كان في أورمية لحضور مؤتمر علمي بجامعة المدينة، إلا أن تفتيش هاتفه المحمول كشف رسالة واردة من رقم مرتبط بالكيان الصهيوني.
واسم مستخدم يدعى «أوشر»، ما عزز الشبهات حول تورطه في أنشطة تجسسية.
كما أسفر تفتيش منزله عن ضبط وثائق وأدلة إضافية، فيما عثر داخل الفندق الذي كان يقيم فيه على دفتر ملاحظات مشفّر يتضمن أسماء وعناوين مؤسسات أمنية.
وأظهرت التحقيقات أن كشاورز، الذي درس هندسة التعدين قبل أن ينسحب من الجامعة ثم ينتقل إلى دراسة الهندسة المعمارية، ينتمي إلى عائلة ذات توجهات «ملكية».
كما أن أحد أعمامه كان منخرطًا سابقًا بمنظمة «المنافقين» المصنفة إرهابية، وكشفت التحقيقات كذلك عن تنفيذه مهام سابقة لصالح المنظمة.
وأكدت الوثائق أن المتهم أقام علاقات مباشرة عبر الإنترنت مع أجهزة الاستخبارات التابعة للكيان الصهيوني، وكان على تواصل منفصل مع جيش الاحتلال وجهاز الموساد.
وبدأ تعاونه بإرسال رسائل معادية لإيران، ثم تطور لتزويد الجانب الإسرائيلي بمعلومات عن مخازن ومبانٍ يشتبه في ارتباطها بأنشطة عسكرية.
اعترافات المتهم
ووفق اعترافاته، نفّذ كشاورز أكثر من 200 مهمة تجسسية في مدن عدة، من بينها طهران وأصفهان وأورمية وشاهرود.
شملت تصوير أهداف محددة، ورصد حركة المرور، وتنفيذ استطلاعات، ووضع مركبات في مواقع معينة بناءً على تعليمات ضباط الموساد.
كما كشفت التحقيقات عن تعاونه مع مجموعات تابعة لمنظمة «المنافقين» عبر تطبيق «تيليجرام» منذ عام 2022.
حيث قام بإرسال صور وكتابة شعارات بطلب من مشرفي تلك المجموعات.
وبيّنت وثائق القضية أن المتهم كان يتلقى مقابل مهامه أموالًا عبر محافظ عملات رقمية أنشأها خصيصًا لهذا الغرض.
حيث كان ضابط الموساد يحوّل له المستحقات بعد كل مهمة، وتم رصد كل تلك الاجراءات من جانب العميل.
إعدام عميل الموساد
وبعد استكمال التحقيقات وتوجيه لائحة اتهام شملت التجسس، والتعاون الاستخباراتي والتواصلي مع الكيان الصهيوني.
وذلك بقصد الإضرار بالأمن القومي الإيراني والتربح بصورة غير مشروعة، أحيلت القضية إلى المحكمة.
وعقب جلسات قضائية بحضور المتهم ومحاميه، ودراسة الأدلة والاعترافات الصريحة، أصدرت المحكمة حكم الإعدام بحقه، لينفذ الحكم بعد تصديق المحكمة العليا، وفق القوانين المعمول بها.
اقرأ أيضًا:
Share this content:















إرسال التعليق