
كتب: علي بركات
شهر رجب من الأشهر الحرم، وله مكانة خاصة في الإسلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يولي هذه الأشهر اهتمامًا كبيرًا، ويحث على تعظيم هذا الشهر الكريم، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي فيها.
ومن جانبها، تقول دار الإفتاء المصرية: لقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم.
هذه الأشهر، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان .. رواه البخاري ومسلم.
علاوة على ذلك، من فضائل هذا الشهر الفضيل، أن الأعمال الصالحة فيه يضاعف الله فيها الحسنات، وهو فرصة للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات، مثل الصيام والذكر والاستغفار.
وهناك بعض الأحاديث التي تحث على الصيام في هذا الشهر، وإن كانت الأحاديث في فضل الصيام فيه تحديدًا منها ما هو ضعيف، ومع ذلك، فإن الصيام عمومًا عبادة عظيمة يحب الله الدعاء فيها في الأشهر الحرم.
لذا، تنصح دار الإفتاء المصرية المسلمون، بالاستفادة من هذا الشهر المبارك، بالتوبة إلى الله والإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الصلاة والصدقة والدعاء، والاستعداد لشهر رمضان المبارك.
والأحاديث الواردة في هذا الشهر، تختلف من حيث الصحة والضعف، فبعض الأحاديث التي تتحدث عن فضل الصيام فيه، قد تكون ضعيفة أو موضوعة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم نص صحيح يخصص شهر رجب أو صيامه بفضل معين.
هل يجوز صيام شهر رجب؟
والسؤال الهام إذن، هل يجوز صيام هذا الشهر ؟ لأن بعض الناس يذكرون أن تخصيص شهر غير رمضان بالصيام بدعة محرمة، وأن الفقهاء الذين استحبوه – كالشافعية – مخطئون، وهم قد استندوا في قولهم هذا لأحاديث ضعيفة وموضوعة.
تقول دار الإفتاء: الصحيح عند جمهور الفقهاء، استحباب التنفل بالصيام في شهر رجب، كما هو مستحب طوال العام، والصوم فيه، وإن لم يصح في استحبابه حديثٌ بخصوصه، إلا أنه داخلٌ في العموميات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا.
فضلًا عن أن الوارد فيه من الضعيف المحتمل، الذي يُعمل به في فضائل الأعمال .. والله أعلم.
Share this content:
إرسال التعليق