رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام
د/ محمد الحسيني

من هو الناشط السويدي حارق القرآن الذي قُتل داخل شقته بالسويد؟

الناشط السويدي سلوان موميكا - أرشيفية
الناشط السويدي سلوان موميكا – أرشيفية

وكالات الأنباء

قتل مجهولون الناشط السويدي المثير للجدل سلوان موميكا، المعروف بإحراق المصاحف، برصاص مجهولين داخل شقته في منطقة هوفشو، جنوب السويد، بينما كان يبث بثًا مباشرًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

الجريمة التي التقطتها عدسات الكاميرات انتشرت بسرعة، مثيرة تساؤلات حول الدوافع ومن يقف وراء العملية.

وفقًا للشرطة السويدية، وقعت الجريمة في تمام الساعة 11:11 مساءً بتوقيت السويد، بعد تلقي بلاغات عن إطلاق نار داخل مبنى سكني.

وعند وصولها إلى المكان، عثرت السلطات على موميكا مصابًا بعدة طلقات نارية وقد فارق الحياة على الفور.

الجريمة وقعت في سودرتاليه، إحدى ضواحي ستوكهولم، حيث كان موميكا يقيم في شقة ضمن مبنى سكني هناك.

وتعد هذه المنطقة من الضواحي التي تضم جاليات مهاجرة كبيرة، ما يفتح باب التكهنات حول ما إذا كانت البيئة المحيطة قد لعبت دورًا في استهدافه.

الحادث كان مرعبًا بكل المقاييس، إذ ظهر موميكا في البث الحي وهو يتحدث قبل أن يسمع صوت إطلاق النار ويسقط أرضًا، ليقطع البث فجأة.

وانتشرت مقاطع الحادث بشكل واسع عبر الإنترنت، ما دفع الشرطة للتحرك بشكل سريع.

وأعلنت السلطات اعتقال خمسة أشخاص يشتبه في تورطهم في الجريمة، لكن لم تتضح بعد علاقتهم المباشرة به.

فيما لم تصدر حتى الآن أي معلومات حول ما إذا كان الهجوم انتقاميًا أو مدفوعًا بأسباب سياسية أو دينية.

من هو الناشط السويدي سلوان موميكا؟

سلوان موميكا، لاجئ عراقي سابق وناشط ملحد معادٍ للإسلام، أصبح شخصية مثيرة للجدل بعد تنظيمه مظاهرات علنية قام خلالها بحرق نسخ من القرآن.

وأحيانًا لفها بلحم الخنزير وركلها في الشارع، ما أدى إلى موجة استياء دولية.

وقد واجه موميكا مرارًا اتهامات بارتكاب جرائم كراهية وتحريض ضد مجموعة دينية.

وكان من المتوقع أن يمثل أمام المحكمة في ستوكهولم صباح اليوم التالي لمقتله، ما يجعل توقيت الجريمة موضع تساؤل كبير.

لم يكن موميكا الناشط الوحيد الذي أثار الغضب من خلال إحراق المصحف، إذ تعاون في عدة مناسبات مع راسموس بالودان، الناشط السويدي- الدنماركي المتطرف الذي قام بأعمال مشابهة.

وقد تم اتهامهما معًا بارتكاب جرائم تحريض على الكراهية الدينية في صيف 2023، بعد أن نفذا وقفات احتجاجية أحرقا فيها المصحف أربع مرات، بما في ذلك أمام مسجد في ستوكهولم.

كان من المقرر أن تعقد محكمة في ستوكهولم جلسة للنظر في التهم الموجهة لموميكا، والتي تتعلق بـ التحريض على الكراهية ضد مجموعة دينية.

ومع تأكيد وفاته، أعلنت المحكمة تأجيل قرارها، ما يطرح تساؤلات حول مصير القضايا القانونية التي كانت مرفوعة ضده.

أثارت تصرفات موميكا موجة من الغضب العالمي، خاصة في الدول الإسلامية، حيث نظمت احتجاجات حاشدة ضد السويد بسبب سماحها له بحرق المصاحف في العلن.

أبرز تلك الاحتجاجات كان في بغداد، حيث اقتحم المتظاهرون السفارة السويدية مرتين في يوليو 2023، وفي المرة الثانية، أشعلوا النيران في المجمع الدبلوماسي بالكامل.

وقد دفع هذا التصعيد بالسلطات السويدية إلى رفع مستوى التحذيرات من الإرهاب إلى الدرجة الرابعة على مقياس من خمسة.

مما يشير إلى تهديد خطير على الأمن القومي، وأكدت أجهزة الاستخبارات أن السويد أصبحت هدفًا ذا أولوية للجماعات المتطرفة.

لم تقتصر التداعيات على الاحتجاجات الشعبية، بل أدت إلى توتر سياسي حاد بين السويد وعدد من الدول الإسلامية.

وكانت عدة دول، مثل العراق والسعودية وتركيا وإيران، قد استنكرت سماح السلطات السويدية بهذه الأفعال، ما تسبب في أزمة دبلوماسية كبرى.

خصوصًا بين السويد والعراق، حيث استدعت السلطات السفير السويدي في بغداد عدة مرات، وتم التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية.

في أكتوبر 2023، ألغت مصلحة الهجرة السويدية تصريح إقامة موميكا بعد اكتشاف معلومات غير صحيحة في طلبه الأصلي.

ولكن رغم ذلك لم يتم ترحيله إلى العراق بسبب طلب رسمي قدمته بغداد لاستعادته.

وبسبب المخاطر التي قد يتعرض لها هناك، منحته السلطات السويدية تصريح إقامة مؤقتًا، إلى حين البت في قضيته، مما جعله عالقًا في وضع قانوني معقد بين بلدين لا يريدانه.

الشرطة لم تستبعد أي فرضية، وتتعامل مع جميع السيناريوهات الممكنة.

وانتشر مقطع الجريمة بسرعة مذهلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما زاد من الغموض حول دوافع الجريمة.

وبينما سارعت بعض المنصات إلى حذف الفيديو، استمرت مشاركته على نطاق واسع.

مما أدى إلى تحليلات متضاربة حول ما إذا كان الجاني شخصًا تصرف بمفرده أم أن العملية كانت مخططة مسبقًا ضمن شبكة أكبر.

الشرطة لم تؤكد بعد صحة هذه الفرضيات، لكنها أشارت إلى أن الجريمة تم تنفيذها بأسلوب احترافي.

وهذا يفتح الباب أمام احتمال كونها جزءًا من تصفية حسابات سياسية أو دينية.

وبينما تواصل السلطات التحقيق، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا: هل كان موميكا ضحية انتقام بسبب أفعاله الاستفزازية؟

أم أن الجريمة، جاءت ضمن سياق تصفية حسابات سياسية أو دينية؟

نقلًا عن إيلاف

Share this content:

إرسال التعليق

مقالات أخري